تكنولوجيا واقتصادمنوعات

«نحنُ»: نقاش عام بين الشباب والبنك الدولي حول المالية العامة

بكثير من الحماس، شارك حوالي 40  شابّاً من مناطق لبنانية مختلفة في النقاش العام مع ممثلين البنك الدولي، وطرحوا أسئلتهم ومراجعتهم للسياسة المالية في لبنان، ضمن لقاءٍ نظّمته جمعية «نحنُ» بالتعاون مع منظّمة Deutsche Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit-GIZ، أقيم نهار الثلاثاء 13 كانون الأول، في فندق «سيتيا» في بيروت. أتى هذا اللقاء بعد سلسلة من ورش العمل التدريبية للشباب، نسّقتها جمعية «نحنُ» بالتعاون مع منظّمة GIZ الألمانية.

 

افتتح اللقاء رئيس جمعية «نحنُ» محمّد أيّوب، معرّفاً بالبرنامج وبالمُحاضرين، وهم كل من كبير الاقتصاديين  لمنطقة المشرق في البنك الدولي نوربرت فيس، وكبيرة الاقتصاديّين لشؤون لبنان في البنك الدولي ديما كريم، والقاضي إيلي معلوف، والمستشارة في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي جانا هوفمان، ورئيس قسم مشروع «سبايس» في لبنان سيباستيان بورغوف، ورئيس جمعية «نحنُ» محمّد أيّوب.

 

في القسم الأوّل، عُرضَ فيديو شارك فيه الشباب الخبرات التي اكتسبوها، من الاقتصاد إلى فنون التواصل. ثم عرض ممثّلو البنك الدولي النموذج الاقتصادي السياسي للبنان في مرحلة ما بعد الحرب، كما قاموا بعرض حول  الأزمة القتصادية والمالية الحالية وجذورها وحول مرصد الاقتصاد اللبنان الصادر حديثاً.

 

في القسم الثاني، ناقش الشباب أسئلتهم التي خلصَت جميعها على ضرورة إتاحة المعلومات المالية للعموم واعتماد أقصى حدود الشفافية بين الدولة والمواطنين، مع شرح آليات فهم ونقد السياسات المالية، وتطوير قنوات المساءلة والمُحاسبة. كما استوضح الشباب عن نظرة البنك الدولي تجاه الخطط الحالية للدولة، وأعربوا عن قلقهم لغياب حلولٍ جدّية، ما يؤثّر بالمقام الأوّل عليهم، لناحية البطالة أو التهجير.

 

وفي القسم الثالث من اللقاء، قيّم القاضي إيلي معلوف تجربته مع الشباب خلال الورشات، وهي تجربة فاقت توقّعاته بفضل جديّة وحشرية المشاركين. كما قدّم برنامج عملٍ للمستقبل بعنوان «الشباب إلى الأمام»، واقترح اعتماد وسائل تزيد تأثير المواطنين على المالية العامة.

 

وقد قدّم الشباب مجموعة من الاقتراحات، تراوحت بين إدخال قضايا المالية العامة في المناهج التعليمية في الجامعات، بسبب انعكاس هذه السياسات على حياة المواطنين، وصولاً إلى إنشاء منصّات الكترونية لإشراك المواطن في الرقابة وتسهيل الوصول إلى المعلومات.

 

وقد ختم أيّوب اللقاء بمراجعةٍ للورشات السابقة، بدءاً من كثافة طلبات المشاركة وصولاً إلى المجموعة المنوّعة التي نتجت عن هذا المشروع. واتّفق الحاضرون على هذه المراجعة، إذ تطوّرت مهارات الشباب بشكلٍ ملحوظ بفضل ورشات التدريب، لناحية فهم تقنيات المالية العامة، ولناحية تطوير فن الخطابة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعميم المعلومات.

 

وإذ ختم هذا اللقاء مشروعاً طويلاً ومثمراً، تمنّى أيّوب أن يشكّل اللقاء نفسه افتتاحيةً لمشروعٍ جديد وأوسع: «وفيما تتسّم الصورة العامة للبلد بالسواد، يعود الأمل عبر رؤية الشباب المنخرطين بالشأن العام، الذين يخلقون من وجعهم إرادة التغيير».