منوعات

الصحفي حيدر الحسيني

ولد في العام 1981. بيروتي النشأة، جنوبي الجذور.
من عمق طفولة لا تزال تحمل إلى ذاكرته الدفء والطمأنينة، وشباب اكتملت فيه الرؤية المستقبلية وتحددت الخيارات، إلى ريادة في الفكر والشعر والصحافة والادب، وتغريد خارج سرب جيله، مسيرة تعتقت بالأصالة والنبل واختبرت مباهج النجاح والتفوّق والتفرّد.
إلى الشهادات الجامعية التي حصدها، يتقن خمس لغات هي الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية إلى العربية.
حاز الماجستير في العلوم السياسية والدبلوم في المراجعة والخبرة وفي المحاسبة، والإجازة في علوم الصحافة.
لم يكتف بما حصده من علم ودراسة وإدراك معارف، بل تابع دروسًا ودورات تخصصية في الصحافة المكتوبة والإعلام الرقمي والإسعاف الأولي…
أتقن علوم القرآن الكريم وتعمّق في علم الأبراج والفلك.

أحب الضاحية الجنوبية حيث ترعرع حبًا عميقًا وتربّى على خدمة أبنائها والسعي في سبيل عمرانها وازدهارها. أسهم في تجديد الحياة الاجتماعية والثقافية فيها، ولم يتوان خلال الأزمات عن أخذ المبادرات لدعم حالة الصمود والتجذّر والثبات. فاقترن اسمه بالثقافة المتمردة على الواقع الوطني القابض…
منذ فتوته وهو يواكب كل التطورات التي عرفها لبنان، فتولّدت لديه رؤية شاملة برزت ملامحها في العديد من المؤتمرات التي اشترك فيها والمحاضرات التي ألقاها والدراسات التي قدّمها.
استطاع أن يُكوّن له شخصية مميزة، في ميادين الإعلام والفكر والحضور الثقافي والاجتماعي والوطني والقومي كما الإنساني.
هو صحافي متمرس، آمن برسالة الصحافة اللبنانية وبدورها في إحياء العالم العربي ومساعدته في العبور إلى القرن الحادي والعشرين بثقة وواقعية. فعمل في الصحافة صناعة وتحريرًا، وواكبها في نهضتها التكنولوجية وفي غزوها فكريًا لأسواق العالم العربي، وفي استقطابها الشركات العالمية.
ناقد دقيق الملاحظة سليط اللسان أحيانًا. أسس الموقع الرقمي الإخباري ليبانون سيريا نيوز، حمل على متنه، همّ لبنان وقضيته وتطلعات أبنائه.
تكاد كتاباته أن تكون قطعة نادرة من الأدب السياسي وتحفة أدبية لا شبيه لها ولا شبهة عليها. أسلوبه ممتع ذو طابع مميز وجاذبية قوية، تتملكه الأفكار النيّرة الساطعة والتلاؤم بين رزانة المعنى ورصانة اللفظ.
إلى ذلك هو محاضر معروف في لبنان وفي الخارج. وهو خطيب تنحني له المنابر. محاور واسع الاطلاع وعميق المعرفة. فكره السياسي متنور يحاكي الإبداع، نما على تقاطع التحولات الدراماتيكية التي عاشها لبنان في رحلة عبوره معارج القرن العشرين. فإذا به ثابت على تحولات، ومتكامل على تعددية رؤيوية.
تشبّع بروح ثورية نهضوية تتخذ من الإتزان والوعي والعلم حدودًا لها. وقد ترافقت حركته هذه مع تحولات عميقة بدأت تظهر على مستوى لبنان والشرق الأوسط.
في الضاحية الجنوبية لبيروت، إختبر أهمية المقاومة الشريفة في سبيل تحرير الوطن من كل احتلال أو ارتهان أو استعمار.
يبقى لبنان المقاوم محوري، ويكاد يكون ولاؤه له ترسّل ينبع من زهد مترفع. وهو، في تفصيل، يشدد على الوحدة الوطنية، يناصر لبنان كما الحق العربي. فيتمسك بوطنه، منفتحًا على العالم العربي، مؤمنًا بالتواصل بين أجزائه. لقد آمن بحركة حضارية تنويرية تنهض بالعرب من كبوتهم وتنمي قدراتهم وتوحد اتجاهاتهم وتحقق استقلالهم وتدفعهم نحو استكمال رسالتهم الانسانية وتسير بهم نحو التمدن وتسمح لهم بالتواصل الحر والمنفتح مع الشعوب الأخرى في إطار الاستقلال والحرية والعدالة.
شدّته مبادئ الصليب الأحمر والهلال الأحمر وحرّكت همّته، دون كلل أو ملل، وتطلّع من خلالها إلى مساعدة إلى كل محتاج وإلى الأشد ضعفًا، فتمرّس في الإسعافات الأولية، وحصل على شهادة مدرب من تجمع الأطباء في لبنان .
اختار الدفاع المدني الإطار الذي من خلاله يترجم وطنيته وتحسسه لحاجات أبناء وطنه. تطوّع فيه، بداية التسعينيات، حيث ساهم في عملياته الميدانية وأصبح متخصصًا في الإسعاف والإطفاء والإنقاذ.
خدم أهداف الصليب الأحمر والهلال الأحمر الإنسانية ومثلهما العليا طيلة مرحلة تطوعه. وكان يأبى أن يرتاح في أيام الشدائد العصيبة التي مر بها لبنان.
آمن بوطنه فأنصفه من نفسه واعتنق في سبيله أنواعًا عدّة من الجهاد. وظل الجنوب هاجسه بالحنين اليه، وبالسعي الدائم لنصرة قضاياه، وتنمية أوضاعه وتحرير أرضه بالمقاومة الشريفة، من الاحتلال.
إنتهج الحق بوجه القهر، والتحرر ضد الإرهاب. وتمسك بثالوث الجيش والشعب والمقاومة، وبنى من وحيه فكره السياسي.
بأسلوب يتسم بالعمق والفرادة، خاطب قارئ هذا العصر، ورسم له واحة أحلام قوس قزحية.
بين سطور كتاباته نكتشف عالمًا من التحولات يخطفنا إلى آفاق التحرر من كل قيد تنفر منه حريتنا.
كما في المحاسبة وعالم المال، وفي الصحافة وعلم الفلك، وكما في العمل التطوعي والنشاط الإجتماعي، كذلك في السياسة، يمتلك حيدر الحسيني قراءة تحليلية تخطّت بمستواها ظواهر الوقائع لتلامس الحقائق بعمقها وجوهرها.
في تحليله للوضع اللبناني تشخيص دقيق وترسيم للمعطيات، نادرًا ما يتوصل إليها كبار المحللين السياسيين.
إعداد: أنطوان فضّول