تكنولوجيا واقتصاد

اختتام أعمال ورشة العمل الإقليمية حول "التكيف مع التغير المناخي في المدن التاريخية العربية

اختتمت في مدينة الشارقة أعمال ورشة العمل الإقليمية التي نظمها المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة)، بدعم كريم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بعنوان “التكيف مع التغير المناخي في المدن التاريخية العربية: دمج الثقافات التقليدية للبناء في التكيف مع التغير المناخي وتوجيه إدارة المدن التاريخية نحو مسارات مستدامة”.

تميزت ورشة العمل بمشاركة خبراء من عشر دول، من بينهم عدد من الخبراء القائمين على إدارة المدن التاريخية في المنطقة العربية، بالإضافة لعدد من الخبراء الإقليميين والدوليين المهتمين بمسألة التغير المناخي وأثرها على الحياة التقليدية في المدن التاريخية من المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، من بينها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، ومنظمة الإسكوا (UNESCWA)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وايكوموس (ICOMOS)، وشبكة التراث المناخي (Climate Heritage Network).

 

وشهدت الورشة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام العديد من العروض التقديمية والتجارب العملية وجلسات النقاش الغنية بين المشاركين حول موضوعات التغير المناخي وتأثيره على التراث الثقافي المادي وغير المادي في المنطقة العربية. ففي اليوم الأول ركزت العروض والمداخلات ضمن الجلسات الثلاث، التي عقدت برئاسة إيلي منصور من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان، على موضوع رفع الوعي بآثار التغير المناخي على المنطقة العربية. بينما عقدت جلسات اليوم الثاني برئاسة محمد بوصلح من مركز ترميم وتوظيف التراث المعماري بالمناطق الأطلسية وماوراءها في المغرب، وشملت مجموعة من التجارب والعروض التقديمية حول موضوع ممارسات البناء التقليدية والتخفيف من اثار التغير المناخي.

 

في اليوم الثالث والأخير ركزت الجلسات التي عقدت برئاسة الدكتور زكي أصلان، مدير المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم – الشارقة) حول دور مبادرات المنظمات والجمعيات الدولية في توجيه العمل المناخي.

واختتمت جلسات ورشة العمل الإقليمية بجلسة نقاش مطولة جمعت كافة المشاركين لمراجعة واستعراض كافة النقاط التي تم مناقشتها وعرضها خلال جلسات الورشة، ومن ثم الاتفاق على عدد من النقاط والتوصيات التي يمكن أن تشكل مرجعاً يوثق المرحلة الحالية، وخطة عمل يمكن الاعتماد عليها لتحديد النشاطات والخطوات المستقبلية لمكتب إيكروم والمنظمات والمؤسسات الأخرى المعنية بحماية التراث الثقافي من مخاطر التغير المناخي في المنطقة العربية.

 

شملت النتائج والتوصيات التي خرجت بها هذه الورشة ضرورة بناء الوعي بالدور الأساسي للتراث الثقافي في مواجهة تحديات تغير المناخ والتعلم من الممارسات السابقة والاستفادة منها في التوجهات والنشاطات الإبداعية مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الحفاظ على الممارسات التقليدية وتوثيقها؛ دمج الثقافة / التراث الثقافي في السياسات الوطنية والأطر القانونية كمتطلبات لمواجهة تحديات تغير المناخ؛ توضيح وقياس الفوائد الاقتصادية والمستدامة للتصميم البيئي الجيد للبيئات المبنية كنظم بيئية ضمن نهج علمي شامل؛ دمج المناهج القيّمة والتي تم وضعها من قبل المجتمع للتعامل مع تغير المناخ ضمن البرامج التعليمية، وخاصة على المستوى الجامعي؛ وأخيراً بذل جهود جماعية ومتعددة التخصصات لمعالجة ومتابعة التوصيات المذكورة من خلال بناء القدرات والمشاركة الفعالة للحكومة، والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

 

وحول هذه الورشة تحدث الدكتور زكي أصلان قائلاً “تتكامل هذه الورشة مع الجهود والمبادرات الأخرى التي ينفذها مركز إيكروم-الشارقة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبالتعاون مع جميع الشركاء والمعنيين بهدف الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية، نظراً لأهمية هذا التراث في ظل استمرار انتشار العولمة والمخاطر الحقيقية التي يتعرض لها بسبب التغير المناخي من جهة، والمخاطر الأخرى التي تتعلق بالإهمال، والحروب، والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وكافة العوامل الأخرى من جهة أخرى.”

 

وأضاف الدكتور زكي أصلان قائلاً: “يتوجه مكتب إيكروم-الشارقة بالشكر والتقدير لكافة الخبراء الذي شاركوا بهذه الورشة، سواء بالحضور المباشر أو عبر وسائل التواصل الأخرى (زووم)، والذين قدموا خلاصة تجاربهم وخبراتهم ضمن المحاور الثلاثة التي طرحتها هذه الورشة، وكان لمشاركاتهم القيّمة أثر كبير في إغناء النقاش والخروج بالنتائج والتوصيات الهامة التي تم الاتفاق عليها للمرحلة المقبلة. وبينما تختتم هذه الورشة أعمالها، ندعو جميع الشركاء والمعنيين للعمل والتعاون سوية في تنفيذ هذه التوصيات، ومواصلة الجهود وتبادل الخبرات لمواجهة المخاطر الحقيقية التي يتعرض لها التراث الثقافي في المنطقة العربية بسبب التغير المناخي.”

 

يذكر أن هذه الورشة تندرج ضمن مبادرة “مدينة” التي تركز على حماية المدن التاريخية وتهدف إلى دعم إدارة التراث الحضري في المنطقة العربية وتثمين دور التراث الثقافي في التنمية المستدامة؛ كما تتماشى هذه الورشة مع الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الامارات العربية المتحدة، الدولة المضيفة لمكتب إيكروم-الشارقة، في التصدي للتحديات والمخاطر التي يسببها التغير المناخي في المنطقة والعالم، والتي سوف تتوجها هذا العام من خلال استضافتها لأهم مؤتمر عالمي للمناخ (COP28).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *