أخبار لبنان

"القومي" وعائلة سعادة شيعا الرفيق المناضل الياس سعادة (ايلي) بمأتم حزبي حاشد مهيب في بيروت

شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلة سعادة الرفيق المناضل الياس سعادة (ايلي) بمأتم مهيب في كنيسة مارالياس ـ القنطاري، وشارك في التشييع إلى جانب العائلة وشقيق الراحل، عضو المجلس الأعلى الأمين بطرس سعادة، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت، نائب رئيس الحزب الأمين وائل الحسنية، الرئيس الأسبق للحزب عضو المجلس الأعلى فارس سعد، وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والأمناء ومنفذ عام منفذية بيروت وليد الشيخ وأعضاء هيئة المنفذية، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشار الأسمر، نائب رئيس الإتحاد العمالي العام حسن فقيه، الأمين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر، ممثلاً الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب جمال القادري، مصطفى سعيد ممثلاً منظمة العمل الدولية، وشخصيات نقابية واجتماعية وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.

وكان جثمان الرفيق الراحل وصل إلى الكنيسة، حيث أدّت له ثلة من نسور الزوبعة التحية الحزبية، ليقام بعد ذلك قداس ترأسه الأب انطون عساف، وعاونه لفيف من الكهنة.

الأب عساف

وألقى الأب عساف عظة تحدّث فيها عن مزايا الراحل فقال:

كان لديه العطش للتفتيش من أجل القضايا المحقة، بناء على مقولة “لو لم تجدني لبحثتُ عني”، وذلك حتى يكون ممتلئاً من غايته المحقة أكثر وأكثر.

وأذا أردت الحديث عن إيلي سعاده أبدأ بحبه للفكر، وبمكتبته التي تضم آلاف الكتب وكل كتاب منها عالم بحدّ ذاته، أو عن الأمور التي كتبها واشتغل عليها وكانت عديدة، وأتوقف عند مفهومه للفكر والذي اختصره بعبارات قليلة “صار بإمكاني أن أموت مرتاحاً”، وكأنه أنهى واجباته فكرياً تجاه البشرية.

المحبة الحاضرة فيه ترجمها برفض الحواجز في زمن كان الكثيريون في لبنان يبنونها في ما بينهم، وهو كان يحاور الجميع على قاعدة الإنسانية ومد الجسور مع الناس.

وختم: إيمانه كان قوياً وعميقاً بالتزامه بالفكر الذي اتخذه نهجاً له وتمسّك بقناعاته بثبات وقدّم لها حياته متمسكاً بخياراته رغم كل الشوائب التي مررنا بها.

سليم

وألقى مروان سليم كلمة رفقاء الراحل وأصدقائه، فقال:

نودّع اليوم بعد صراع مع مرض صادم وصاعق ومفاجئ صديق الشباب والحياة ورفيق الحزب والنهضة والقضية والفكر والثقافة والعقيدة، القومي الاجتماعي الرفيق إيلي سعاده.

لم يتوقع الرفيق إيلي أن يرحل فجأة بهذه السرعة، ولقد كانت معنوياته إيجابية وعالية وممتازة خلال الزيارات المتعددة التي قمتُ بها لأقف إلى جانبه في الأسابيع الأخيرة، لكن لم يكن صدفة أن تتدهور حالته فجأة بعد سماع أخبار نكبة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري قبل حوالي أسبوعين، وهو السوري القومي الاجتماعي المرهف الإحساس والرقيق القلب والمشعّ بالتفاؤل والمحبة، والذي كان ينبض قلبه على أوضاع وطنه وأمته وحزبه وقضيته.

إيلي سعاده كان مناضلاً قومياً اجتماعياً، مفكراً فناناً باحثاً مثقفاً عاملاً صامتاً حاضراً من مناضلي الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يُقال عنهم بحق أنّهم من الجنود المجهولين، وهو قضى حياته النضالية عاملاً لأجل نشر الفكر السوري القومي الاجتماعي وتراث الأمة السورية التاريخي والحضاري، وخاصة من أجل نشر مؤلفات زعيم الحزب أنطون سعاده وآثاره الكاملة بطريقة علمية وصحيحة وموثّقة.

عرفته عن قرب رفيقاً وصديقاً وإنساناً راقياً محترماً كبيراً خلوقاً صافياً نقياً صادقاً نظيفاً شفافاً رقيقاً ضاحكاً مبتسماً مهذباً أنيقاً دافئًا حساساً واثقاً واضحاً عميقاً مرهفاً صلباً عنيداً أصيلاً شامخاً قوياً مقداماً جريئاً شجاعاً وفياً مخلصاً في إيمانه القومي الاجتماعي بفكر أنطون سعاده وبالنهضة السورية القومية الاجتماعية.

إيلي سعاده الذي عرفته عن قرب وعن عمق كان رجل حق وخير وجمال وفكر وثقافة ونهضة يعمل ويناضل ويصارع بصمت وكبر من دون ادعاء ومن دون التواء، من دون مسايرة ومن دون انحراف.

كم نحن بحاجة إلى أمثال الرفيق إيلي سعاده في هذا الزمن الرديء.

البقاء للأمة والخلود لسعاده ولروح الرفيق إيلي سعاده السلام والحبّ الأبدي.

 

كلمة مركز الحزب

وألقى كلمة قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، عميد العلاقات العامة في الحزب فادي داغر فقال:

قال سعاده “قد تسقط أجسادنا أمّا نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود”.

نقف اليوم لنودّع رفيقاً، مناضلاً، أديباً، مثقفاً، هادئاً، نبيلاً، وديعاً، صادقاً، دمث الأخلاق، محدثاُ لبقاً، مؤيداً بصحة العقيدة.

نودّع اليوم سنديانة قومية اجتماعية من سنديانات هذا الحزب العظيم.

نودّع رفيقاً مناضلاً نهل من فكر حضرة الزعيم وتعمق فيه، فاكتنز بالمعرفة، وآمن بضرورة نشرها. وهذا ما جعله يهتم بجمع مؤلفات الزعيم وكتاباته، والتي صدرت في اثني عشر مجلداً.

لقد رمى المرض قلمه قبل أن يُكمل المجلد الثالث عشر وأغمض عينيه ورحل.

تاركاً وصيته لرفقائه “أكلموا ما بدأنا لأن آثار زعيمنا لم ولن تنتهي فهي منهل الحق والخير والجمال”.

نقف اليوم  لنودّع من كان جابراً عثرات أقلام عدد من الكتاب والمثقفين.

نقف اليوم لنودّع رفيقاً بلغ به العطاء بأن يهب نفسه لهذه النهضة وفي سبيل انتصار العقيدة التي آمن بها وكرّس حياته من أجلها.

نقف اليوم لنشهد للرفيق ايلي سعادة التزامه الحزبي وعمله الدؤوب لنشر فكر الحزب ومبادئه، وهو الذي كان يدرك بأن الفكر الذي اعتنقه هو السبيل الأنجع لخلاص الأمة وانتصارها على عدوها الوجوديّ.

نقف اليوم لنودّع رفيقاً رفض كل مفاهيم التقوقع والطائفية، وآمن بوحدة المجتمع وحياة العز والكرامة.

نودّعك اليوم يا رفيق، وأمراض الطائفية والمذهبية والتشرذم لا زالت تتهدّد لبنان. هذا البلد الذي دفعنا أثماناً باهظة في سبيل وحدته وعزّته وكرامة أهله، ولصون هويته وانتمائه.

إنّ الأمراض حوّلت هذا البلد، الذي اردناه نطاق ضمان للفكر الحر، إلى بلد يُثقل كاهل مواطنيه بالمعاناة والفقر والعوز، ويضعهم فريسة الجشع والاحتكار وتجار الأزمات الذين يراكمون الثروات على حساب الناس. وكل ذلك بسبب نظام طائفي ابتلى به لبنان، نظام لم يتشكل بإرادة اللبنانيين، بل بإرادة المستعمر الذي ما زالت قوانينه المتخلفة تقف حائلاً أمام قيام دولة حقيقية، دولة مدنية، ديمقراطية، عصرية، قوية، وقادرة  وعادلة.

أليس ما نشهده اليوم، من تردّ للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومن وضع معيشيّ مزر، ومن تعثر في انتخاب رئيس للجمهورية، ومن غياب دور مؤسسات الدولة، أليس هذا يدلّ على تخلف القوانين المفصلة على قياس الطوائف والمذاهب؟

نفتقدك يا رفيقي، وأمتنا أحوج ما تكون إلى مناضليها، فهي لا تزال تصارع التنين الصهيوني المدجج بكل أشكال الدعم الاستعماري، وهذا التنين العنصري يواصل احتلاله لأرضنا ويواصل إجرامه وإرهابه بحق شعبنا في فلسطين وعلى امتداد الأمة. إنّ هذا التنين الصهيوني يشكل خطراً وجودياً، لكننا نعاهدك ونعاهد كل شهدائنا بأننا سنصرع التنين في ميادين الجهاد.

نفتقدك يا رفيقي، في ساح الصراع ونحن في خضم معاركنا، وفي معركة كسر الحصار عن الشام، الشام التي اجتمعت ضدها نحو مئة دولة ومئات التنظيمات الإرهابية، لكنها بالصمود والإرادة وببطولات جيشها ونسور الزوبعة والمقاومين استطاعت أن تهزم الإرهاب ورعاته، وهي اليوم رغم الحصار تحارب تداعيات الزلزال وتبلسم جراح مواطنيها.

وإننا في هذا الصدد نرفع الصوت عالياً بأن اكسروا حصار قيصر على سورية، فاستمراره جريمة ضدّ الإنسانية.

يا رفيقي، يعز على العائلة فقدان الأخ والرفيق والسند.

ويعزّ على مؤسسة سعاده الثقافية فقدان أحد أركانها،

ويعزّ على الحزب السوري القومي الاجتماعي قيادة ورفقاء، فقدان رفيق نذر حياته للحزب وكان مثالاً يحتذى في التضحية والنبل والعطاء والالتزام والإقدام والثبات.

لروحك السلام.

البقاء للأمة.

والمجد والخلود لسعاده.

تقبل تعازٍ

بعد القداس والكلمات تقبّلت العائلة التعازي، وحمل النعش على أكف ثلة من القوميين، حيث وُدّع بالتحية الحزبية ليوارى بعدها الثرى في مدافن العائلة  ـ رومية.

 

وتقبل التعازي، يومي الثلاثاء والاربعاء 21 و22 شباط 2023 في قاعة كنيسة مار إلياس ـ القنطاري. من الساعة الثانية بعد الظهر حتى السادسة مساءً.