أخبار لبنان

حاضَر في “دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلامي” التي تنظمها عمدة الإعلام في “القومي” وجريدة “البناء” مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف: العمل الإعلامي في صلب السياسي والمعركة محتدمة حاليّاً على صناعة الرأيّ العام

تواصلت في “قاعة الشهيد خالد علوان” في بيروت، محاضرات دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلامي التي تُنظّمها عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي وجريدة “البناء”.

وحلّ محاضراً في الدورة مسؤول العلاقات الإعلاميّة في حزب الله محمد عفيف، عن “المقاومة الإعلاميّة وتفاوت الإمكانات مع العدوّ”، وقدّمت له وكيل عميد الإعلام في “القومي” رمزا صادق، وذلك بحضور رئيس المجلس الأعلى في “القومي” سمير رفعت ونائب رئيس الحزب وائل الحسنيّة وعدد من المسؤولين، ورئيس تحرير “البناء” النائب السابق ناصر قنديل الذي تابع مع المشتركين في فترة ما بعد الظهر تجارب أداء في الخطابة والنصّ والتغريدة.

عفيف

وأشار عفيف في مستهلّ محاضرته، إلى أنّ “إحدى المعضلات التي تُواجه إعلام المقاومة هي غياب النقد”، لافتاً إلى “أنّنا نُمارس هذا النوع من النقد باستمرار بهدف التطوير والإضاءة على هذه التجربة، قياساً بالإمكانات المتوافرة والظروف الموضوعيّة التي تمرّ بها المقاومة وحلفاؤها وإعلامها”.

“من أنتم؟”

وبعدما سرد موقفين تعرضّ لهما في بداية تعاطي المقاومة مع الإعلام بعد انطلاقها في الثمانينات، استنتج أنّ “أوّل عنصر في الحرب الإعلاميّة هو “من أنتم”، ومن هنا فإنّ أول عنصر لدى إعلام المقاومة هو المقاومة بحدّ ذاتها، فلولا وجودها لا يوجد إعلام يُعبِّر عنها”.

وشدّد على أنّ “أحد العناصر الرئيسة في مهنة الإعلام، وفي كلّ مهنة، هو الشغف، فإنّ لم تمتلك الرغبة والشغف للحصول على المعلومات وتقديمها وصناعة الرأيّ العام لن تقُدم النتيجة المرجوّة”.

دور القرار السياسي

وركّز على ضرورة العمل على صناعة الرأيّ العام، موضحاً أنْ “لا صناعة لرأيّ عام من دون قرار سياسي ومن دون تثقيف عقائدي ومن دون تواصل مع الآخرين”. وقال “إنّ ما يقوم به الإخوة في جريدة البناء وقناة المنار وجريدة الأخبار وغيرها من وسائل الإعلام هو صناعة للرأيّ العام، فالمعركة المحتدمة حالياً في الوسط السياسي هي على صناعة الرأيّ العام. قد يختلف فريق عن آخر بالأدوات لكن الهدف واحد”.

خلفيّات الصدقيّة والموضوعيّة

وعن قضية الإعلام الحزبي، قال عفيف “لا يظنّن أيٌّ منكم أنّ هناك مؤسسات إعلاميّة من دون قضيّة، كلّ المؤسسات ذات هدف، حتى حين نتكلم عن مؤسّسات ظاهرها الخارجي هو الموضوعيّة أو الحياديّة، فإنّ العنصر المالي والتجاري فيها حاسم”.

وتوجّه عفيف إلى المشاركين في الدورة قائلاً “عليكم تحديد قضيّتكم، ففكرة الصدقيّة والموضوعيّة عندما تتعلّق بالسياسات الكليّة تستدعي التمعّن في خلفيّاتها”.

أضاف “من هنا نتوجه للإخوة في قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي بتأكيد أنّ القرار الإعلامي ليس للمسؤول الإعلامي، إنّما هو للمسؤول الأول، لذا يجب أن تكون واضحة، منذ البداية، القضيّة التي يوجد من أجلها إعلام قومي أو إعلاميّون قوميّون”.

ولفت إلى أنّ “العمل الإعلامي هو في صلب العمل السياسي بل يكاد يُوازيه في بعض الأحيان أو يتقدّم عليه، بمعنى أنّ السياسي هو المُهيمن والمُسيطر وصاحب القرار، وهو يقول للمؤسّسات الإعلاميّة ما يريده، لكنّ الإعلام يتقدّم عليه حين يكون موقف الحزب أو المؤسّسة مرتبطاً بصدور بيان إعلامي يُعبِّر عنه”.

وإذ شدّد على ضرورة “أن يكون هناك توثيق مستمرّ”، أوضح أنّ “العلاقة بين الإعلام والسياسة، علاقة عضويّة ينبغي أن يفهمها السياسي والإعلامي، فيُفكّر الأول كيف سيستفيد من الثاني بإيصال رسالته السياسية من خلاله إلى جمهوره وإلى خصمه”.

وفي هذا السياق، تطرّق عفيف إلى الجولة الإعلاميّة على أحد معسكرات المقاومة التي دعت إليها العلاقات الإعلاميّة في حزب الله، وسائل الإعلام، والتي سيتخلّلها حضور مناورة عسكريّة. وقال “لم تمضِ عشرون دقيقة على تعميم هذا الخبر حتى نشر موقع جريدة النهار أسباباً لهذه الجولة وخلفيّات، وتلقيتُ بعد ذلك اتصالاً من مديرة الأخبار في المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال لتسألني عن سبب الجولة وتوقيتها ومدى ارتباطها بما يحصل في فلسطين. أروي لكم ذلك كمثال، لأقول لكم إنّ الهدف الإعلامي المطلوب قد تحقّق حتّى قبل أن تحصل الجولة”.

 

إيصال رسالة المؤسّسة

وأكّد عفيف أهميّة العلاقات العامّة “كنوع من أنواع التسويق لإيصال رسالة المؤسّسة”، لافتاً إلى “أنّ العلاقات العامّة الصحيحة هي قوام الإعلام الصحيح وهي تُتيح التبادل في الاستفادة بين الأطراف والمُقايضة سواء على صعيد المعلومات أو المال”. وتحدّث عن استعانة قطر بشركة علاقات عامّة حين حاصرها وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان “وقد تطلّب منها ذلك دفع أموال للأشخاص المؤثّرين على مستوى العالم”، معتبراً أنّ “العلاقات العامّة يُمكن استثمارها بما هو إيجابي وما هو سلبي، وموازين القوى تحكم هذه العمليّة بدءاً بالعنصر السياسي والعنصر المالي وشبكات الضغط والمصالح والنفوذ”.

 

إعلام المقاومة

ثم انتقل عفيف إلى تقييم إعلام المقاومة ومن ضمنه جريدة “البناء” وإعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي وقال “في حزيران الماضي كان لديّ مؤتمر صحافي بعنوان “الأربعون ربيعاً”، وقد سمّيناه كذلك بناءً على انطلاقة مقاومة حزب الله، وبالطبع المقاومة كانت موجودة قبل حزب الله وستبقى بعده، فهي ليست حكراً على طرف واحد ولن تكون، بالطبع نتشرّف أنّنا الحزب الأكبر في المقاومة ولكنها في النهاية مقاومة شعب، الأفراد يزولون ومن يبقى هو الشعب ومقاومته”.

وأوضح أنّه “كانت الفكرة الأساسيّة هي الإضاءة على ما حقّقناه خلال الأربعين عاماً وما وصلنا إليه اليوم”، مؤكّداً أنّنا “نجحنا على مدى سنوات طويلة في بناء قضية اسمها “المقاومة” وأصبحت موجودة في العقل والوجدان، وبعد أن كانت مغيّبة وتتعرّض للهجوم، تمكّنت المقاومة مع الوقت من تكريس حضورها بقوة”.

ثم تحدث عفيف عن المراحل والمحاولات الكثيرة التي حاول أعداء المقاومة من خلالها تشوية صورتها، لافتاً إلى ردّ حزب الله على التهم التي وُجّهت  إليه  بالعنصر نفسه الذي استُخدم فيها وهو التكرار وقال  “حين تبني قضيّة إيجابيّة لمصلحتك عليك أن تُكرّر وتستمرّ ولا تتوقّف حتى ترسخ فكرتك لدى الناس”.

 

قول الصدق

وشدّد على أنّ المصداقية “هي من عناصر القوة في إعلام المقاومة، والمطلوب أن نقول خبراً صحيحاً وهذه قاعدة أساسيّة، فحين نخدش الصدقية في إعلامنا مرّة واحدة فإننا نُعرِّض أنفسنا للشبهة، وطالما لديك الحقيقة قلها، أحياناً قد لا تقولها لاعتبارات سياسيّة أو أمنيّة لكن لا تقلْ ما يتعارض معها، يُمكننا أن لا نقول كلّ شيء لكننا حين نقول فإننا نقول الصدق”.

وختم عفيف محاضرته قائلاً “إنّ أحد أهمّ عناصر القوة لدى إعلام المقاومة هو خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”.