تكنولوجيا واقتصادمنوعات

يُعد Francis Bacon أول فنان ستُتداوَل لوحاته عبر ARTEX‏

ARTEX MTF AG: يُعد Francis Bacon أول فنان ستُتداوَل لوحاته عبر ARTEX

 

لندن (BUSINESS WIRE/AETOSWire)

سيغدو Francis Bacon أول فنان تُتداوَل لوحاته عبر منصة ARTEX، وذلك بعرض لوحتهِ Three Studies for a Portrait of George Dyer

أعلنت ARTEX MTF AG (ARTEX MTF – www.artex-stockexchange.com) أدراج لوحة ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’ (المُشار إليها لاحقًا بلفظ “اللوحة”)، للتداول بمثابة أول عمل فني يُدرج للتداول عبرها وهي لوحة فنية ثلاثية الأقسام، مرسومة بألوان زيت على القماش، وبريشة الفنان البريطاني Francis Bacon من إنتاج عام 1963. وتعد اللوحة جزءً من سلسلة فريدة مؤلفه من خمس لوحات ثلاثية الأقسام لصور ” Dyer” أبدعها ” Bacon ” بين عاميْ 1963 و1969 في أكثر فترات مسيرته الفنية ازدهارًا. إذ تُعد هذه الصورة الأولى من سلسلة ” Dyer”، الذي أصبح فيما بعد أحد أهم ملهمي ” Bacon “. وقد بيعَت اللوحة في مزاد اُقيم خلال شهر مايو لعام 2017 مقابل 52 مليون دولار تقريبًا، بينما سوف تُعرض على المستثمرين بتقييم جاذب للاستثمار يبدأ من حوالي 55 مليون دولار.

وستتولى (Art Share 002 SA) (“جهة الإصدار”) إدراج اللوحة، وهي شركة عامة ذات مسؤولية محدودة تأسست في لوكسمبورغ، وتعدُّ مؤسسة توريق خاضعة لأحكام قانون التوريق في لوكسمبورغ. إذ ستُيسر جهة الإصدار طرح اللوحة للجمهور في هيئة أسهم عادية بقيمة اسمية تبلغ 100 دولار أمريكي، على أن تكون تلك الأسهم خاضعة للتنظيم، وبأصول سائلة، وقابلة للتداول عبر منصة ARTEX MTF.

قدّمت جهة الإصدار نشرة الإدراج بتاريخ 19 مايو 2023 إلى هيئة الرقابة المالية الكائنة بلوكسمبورغ، وهي اللجنة المختصة بمراقبة القطاع المالي. بينما مُنتظَر طرح نشرة الإدراج عبر منصّة www.artex-stockexchange.com مع استهلال المرحلة السابقة للتسويق، وتتناول النشرة شؤون قبول التداول والإدراج في سوق  ARTEX MTF ، وهو مَرفق تداول متعدد الأطراف ( MTF ، على النحو المحدد في نظام توجيه الأسواق في الصكوك المالية لعام 2014) خاضع لتنظيم هيئة السوق المالية في ليكتِنستاين، لأسهم فئة “ب” بعمله اليورو من جهة الإصدار.

إذ تعتزم جهة الإصدار إدراج 385000 سهم من الفئة “ب” بعمله اليورو في ARTEX MTF مبدئيًا بما يعادل 70% من جميع أسهم الفئة “ب”، بسعر اليورو أي ما يُعادل 100 دولار أمريكي لكل سهم، عبر عرض ثانوي فقط (المُشار إليه لاحقًا بلفظـ “الطرح”)، ولا يُتاح العرض سوى عبر وكلاء الاكتتاب (البنوك والوسطاء)، الذين حددتهم جهة الإصدار وفقًا لاتفاقية الطرح، وستتوفر فرصة الاستثمار للمستثمرين المحتمَلين خلال المرحلة السابقة للتسويق المحتمل امتدادها إلى 4 أسابيع، والمتوقع عقدها في الفترة المتراوحة بيْن 19 يونيو 2023 و19 يوليو 2023. على أن تبدأ بعد ذلك مرحلة تسجيل المكتتبين المحتملين اعتبارا من 5 يوليو 2023 إلى 20 يوليو 2023. وأخيرًا، يُتوقع سريان قبول التداول واستهلال التعاملات اعتبارًا من 21 يوليو 2023، بموجب الرمز “BAC1EU” ورقم تعريف الأوراق المالية الدولي LU2583605592، وستُنشر الشروط النهائية للطرح والقبول للتداول حينها فور الانتهاء من الطرح www.artex-stockexchange.com.

قال صاحب السموْ الملكي الأمير Wenceslas، أمير ليكتِنستاين، والشريك المؤسِس ورئيس شركة ARTEX: “يُعد تقديم تحفة فنية لـ Francis Bacon كأول لوحة مدرَجة على منصة ARTEX امتيازًا رفيع الشأن، ولكنه أيضًا مسؤولية كبيرة. فَلوحة ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’ إحدى أشهر اللوحات ثلاثية الأقسام في تاريخ الفن الحديث، وقد رسمها” Bacon ” في ذروة مسيرته الفنية، خلال فترة مضطربة ومثمرة في حياته. ونظًرا إلى أن ” Bacon ” هو أول فنان تُطرح أعماله للجمهور عبر ARTEX، يتعيّن على ARTEX توفير آلية تداول عادلة تتحلى بالشفافية الكاملة لكي يمكن للجميع الوصول إليها، والتمتع بالحماية في ظلّها للوفاء بما تقتضيه هذه المسؤولية. تعمل ARTEX وفقًا لأحد الأطر التنظيمية الأكثر صرامة لضمان مستوى عالٍ من الثقة. إذ تعد الثقة أمرًا جوهريًا لكي يتسنى للمستثمرين أن يحظوا بالمزيد من الأعمال الفنية الشهيرة المتداولة في بورصة ARTEX في المستقبل.”

وعلَّق Yassir Benjelloun-Touimi، الشريك المؤسِس والرئيس التنفيذي لشركة ARTEX قائلاً: ” يسرنا تقديم هذه التحفة الفنية لأحد أنجح فناني القرن العشرين في مدينة ألهمته كثيرًا. فقد دفعت النزعة الابتكارية لدى” Bacon ” لإعادة تشكيل هذا النوع من فن اللوحات الفنية واكتشافه، عبر الواقعية الفريدة، وعلى نحو تحدّى به قواعد الرسم في عصر التصوير الفوتوغرافي، ونظرًا إلى حصوله على تقدير عام ومؤسَسي قوي خلال حياته، فاقت قيمة معظم أعماله إمكانات غالبية الأفراد. لذلك، تُوفّر ARTEX الفرصة ليس فقط لإعادة النظر فيما ترك من إرث فني غني، بل لجعل لوحاته في متناول الجميع أخيرًا. يمكن الاطلاع على المزيد من المحتوى بشأن حياته وأعماله عبر موقعنا الإلكتروني المخصص “Artodyssey”.

تُقدم ARTEX MTF نموذجَ تداول مستمر فيما يتعلق بالمزادات. يبدأ الأمر بالمزاد الافتتاحي، ويليه التداول المُتتالي عبر السجلّ المركزي للطلبيات المحدّدة. ثم، ينتهي التداول بمزاد إغلاق. يتألف المشاركون في MTF من أعضاء السوق وروّاده وفقًا للّوائح، ويعملون على تيسير تداول أسهم جهة الإصدار بسيولة معينة.

ولقد كفلت ARTEX شراكات مع مزوّدي خدمات البنية التحتية الراسخين في البورصة من ذوي الخبرة والحنكة، لضمان إتاحة تجربة تداول سلسة، وتشييد منصة تداول قوية. فسوف تتولى شركة (SIX) تقديم الخدمات المتعلقة بالمقاصة، بالإضافة إلى التغذية ببيانات السوق، بينما ستُجرى التسوية عبر أداة الوصل المقدمة عبر كلٍّ من شركتي Euroclear وClearstream. كما ستعمل (UnaVista)، وهي إحدى شركات LSEG، على دعم منصة ARTEX في تبادل المعلومات وتقديم التقارير إلى الهيئات الإشرافية المختصة.

كذلك، ستعمل Rothschild & Co بصفتها مستشار مالي لـ ARTEX فيما يتعلق بشؤون الاكتتابات العامة الأولية للّوحات والأعمال الفنية.

معلومات عن اللوحة: Three Studies for a Portrait of George Dyer

تُعدّ لوحة ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’ (1963) جزءً من سلسلة فريدة مؤلفة من خمس لوحات ثلاثيّة الأقسام رسمها ” Bacon ” بين عامي 1963 و1969، ولا تقتصر أهمية اللوحة المَعنية على كونها الأولى في السلسلة فحسب، بل إنها أيضًا الأولى من بين العديد من اللوحات التي رسمها ” Bacon ” لأهم مُلهميه بعد بضعة أشهر من لقائهما.

تستعرض اللوحة ثلاثة مناظر لوجه ” Dyer” أصغر قليلاً من الحجم الطبيعي، بهذا الشكل الدقيق بمقاس 35.5 × 30.5 سم، والذي استهلّ ” Bacon ” استخدامه قبل عام فحسب من رسم هذه اللوحة الثلاثية الأقسام، واستمر في استعماله من تلك النقطة فصاعدًا. إن القسم الأوسط من اللوحة عبارة عن منظر أمامي للجسم – كما هو الحال عادةً في اللوحات ثلاثية الأقسام الصغيرة الحجم من أعمال ” Bacon ويقع إلى جوارها من الجانبين منظران بزاوية ثلاثة أرباع لوجه ” Dyer” على نحو يبدو شبه متناظِر.

وأمام الخلفية الداكنة، تتضح شخصية ” Dyer” التي تعكس ظلمة نفسيته، وعبر شكل ضربات الفرشاة القوية، تظهر الوجوه المتغيّرة في ضبابية شبه مجرّدة. رغم ذلك، يظل صاحب هويتها واضحًا للعيان، وعبر التشويه العاصف للملامح، تكشف اللوحة عن معاناة ” Dyer” العقلية، وتكشف كذلك النقاب عن مخاوف ” Bacon ” العامة بشأن الجسد البشري، بمثابة وسيلة لكشف المزيد عن قِصر الحياة وفنائها.

ويَشي التذكير بهذه التمثيلات من العضلات والأنسجة أكثر من الجلد، بمدى افتتان ” Bacon ” بحقيقة أن الجسم ما هوَ إلاّ سوى لحم، وتُعدّ وجهة نظره هذه في الجسد البشري صفةً نموذجية لأعماله. ففي اللوحة محلّ حديثنا ههنا، أوْلى ” Bacon ” اهتمامًا خاصًا لمعاملة الجسد، غالبًا باستخدام مجموعة ألوان متنوعة تتباين بين الأبيض والقُرمزي والوردي إلى الأخضر والرمادي والبني. منذ ذلك الحين فحسب، بدأ ” Bacon ” في التركيز على إمكانات اللون، بينما غلب الطابع أحادي اللون على تجسيد الجسد في أعماله منذ أواخر الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. أما في أوائل الستينيات، فقد تطوّر أسلوبه الفني وبلغ بتقنيته آفاقًا جديدة، فتُمثّل ضربات الفرشاة الواضحة الحركة والقوية والسلسة في لوحتنا تحولًا في ممارسة ” Bacon ” وتُوضح معالجة الفنان البارعة لألوانه.

تعدُّ ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’ مثالاً نموذجيًا بارعًا لذروة تألق ” Bacon ” الفني. وقد رسم ” Bacon ” اللوحة في عام 1963، في وقت شهدت فيه مسيرته الفنية وحياته الخاصة زخمًا واضحًا. إذ كان لانتقاله إلى استوديو Reece Mews الخاص به في عام 1961 – والذي استمر في العمل بين جنباته حتى وفاته – الفضل في منح ” Bacon ” شيء من الاستقرار. إضافة إلى ذلك، بدأ ” Bacon ” يحصد ثناء الجمهور على عمله إلى جانب حصوله على اعتراف مًؤسَّسي متزايد بجودة فنه، مثلما يتضح من أول معرض لمُجمل أعماله في Tate Britain في عام 1962، الذي انتقل إلى متحف Solomon R. Guggenheim في نيويورك في عام 1963. في ذلك العام، التقى بـ “George   Dyer” الذي سُيصبح فيما بعد مصدر إلهامه لأقوى أعماله الفنية. ونتيجة لذلك، أصبحت لوحات ” Bacon ” أكثر تعقيدًا ووصلت إلى أقصى مدى من التميز، على النحو الموضح في اللوحة الحالية.

تعكس هذه اللوحة ثلاثية الأقسام كيفية تجاوز ” Bacon ” بإبداعه حدود مصادره، مستخدمًا في البداية صور ” Dyer” التي طلبها من John Deakin، المصور بمجلة Vogue. فإن تقنية ” Bacon ” في الرسم، التي يمكن ملاحظتها هنا، تُضفي إحساسًا قويًا بالحركة، وربما تشير كذلك، – برهافة حِس سقيمة – إلى تفكّك الجسم.

ومن بين سلسلة من خمس لوحات ثلاثية الأقسام تُصوّر ” Dyer”، تُعد اللوحة المَعنية إحدى اثنتين تتميّزان بخلفية داكنة، بينما تستعرض بقية اللوحات خلفية وردية، أو بنفسجية، أو بُنية فاتحه. كما إنها اللوحة الوحيدة التي يظهر فيها ” Dyer” بدون ياقته البيضاء، فكأن رأسه – في الثلاثة أقسام – غير مجسدة، مجرَّدة من أي واقع مكاني أو زمني. تتمتع مقاييس اللوحة ثلاثية الأقسام موضوع حديثنا بتناظريّة شبه تامة، مما يجعلها الأكثر توازنًا في السلسلة فيما يتعلق بالتكوين. كما إن اللوحة أقل تمييعًا من نظيراتها الأخرى، إذ تُحافظ الأقسام على تفاصيل أكبر تمنحها جماليات حادة وأكثر نشاطًا بعض الشيء.

وتعدُّ هذه اللوحة مثالاً نادرًا على صور ” Dyer” التي يظهر فيها بهذا الشكل القريب، المشحون بشدّة بالعاطفة، كأنه موضوع إلهام خاص للغاية، كما يتضاعف النمط التسلسلي المحبب إلى ” Bacon ” ههنا، نظرًا إلى أن هذه اللوحة ذات شكل ثُلاثي الأقسام وتنتمي إلى سلسلة من خمس لوحات.

 المَنشأ:

  • Marlborough Fine Art Ltd – لندن    
  • Roald Dahl، جريت ميسندين 
  • Waddington Galleries Ltd ، لندن
  • مجموعة خاصة، باريس
  • Christie’s نيويورك، 17 مايو 2017، مجموعة 38 – ب 

مجموعة خاصة (اقتُنيَت في صفقة البيع الواردة أعلاه) 

المعارض:

  • British Paintings:   1945-1970، كونستينيرفوربونديت، أوسلو؛ كونستفورنينغ، تروندهايم؛ كونستفورنينجين، بيرغن؛ متحف نارودوي، وارسو؛ متحف نارودوي، بوزنان، ومتحف نارودوي، كراكوف، يناير إلى يوليو 1972، بدون ناشر، رقم 10 (صورة) 
  • Bacon-Freud: التعبيرات، مؤسسة مايخت، سانت بول دي فونس، من يوليو إلى أكتوبر 1995، الصفحات 46-47 و204، رقم 11 (صورة بالألوان).
  • Wounds: بين الديمقراطية والفداء في الفن المعاصر، موديرنا ميوزيت، ستوكهولم، من فبراير إلى أبريل 1998، المجلد. 1، ص. 171؛ المجلد. 2، بدون ناشر، (صورة بالألوان).
  • Francis   Bacon: Le Sacré et le Profane، مؤسسة دينا فيرني متحف مايول، باريس من أبريل إلى يونيو 2004، الصفحات 112 و157 (صورة بالألوان).
  • Francis   Bacon: صور ورؤوس، المتحف الوطني الأسكتلندي للفن الحديث، إدنبرة، من يونيو إلى سبتمبر 2005، ص 60-61، رقم. 29 (صورة بالألوان).
  • Francis   Bacon: صور الوفاة، معرض هامبورغ الفني، هامبورج، من أكتوبر 2005 إلى يناير 2006، ص. 73، رقم 28 (صورة بالألوان).
  • Francis   Bacon: معرض الذكرى المئوية، تايت بريطانيا، لندن، متحف برادو الوطني، مدريد، ومتحف متروبوليتان للفنون، نيويورك، من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2009، ص 186 و280 (صورة بالألوان). 

صور (George   Dyer) في الإنتاج الفني ل Francis   Bacon: 

في أعقاب الحرب، بينما تحوّل العديد من الفنانين إلى الاتجاه التجريدي، اختار ” Bacon ” إلقاء نظرة ثاقبة فاحصة على الاتجاهات السائدة. ليرتبط إنتاجه الإبداعي إلى حد كبير بالجسم البشري، ويتألف في الغالب من صور شخصية – وهو نوع من اللوحات لم يحظى بشعبية في ذلك الوقت.

ولم يتمثّل هدفه في تصوير المظهر الجسدي لموديلات لوحاته فحسب، بل أيضًا لاستكشافهم نفسيًا ونقل مكنون جوهرهم إلى الرائي. كذلك، مثلت هذه الرسومات وسائل لمعالجة القضايا الأساسية للحالة البشرية، لا سيّما شعورها بالفناء، وعبر هذه الواقعية الفريدة، تطلع ” Bacon ” إلى تحدي أُطر الرسم في عصر التصوير الفوتوغرافي. ونتيجةً لذلك، أعاد ” Bacon ” ابتكار اللوحات الفنية بالكامل.

تضمّنت اللوحات الفنية التي رسمها ” Bacon ” أصدقاءه المقرّبين وأحبائه في الغالب، وتنوّعت بين إظهار الجسم بالكامل أو الرأس فحسب. ومن بين هؤلاء، أدى “George   Dyer” دورٌ مهم للغاية. لقد التقى أحدهما بالآخر في أواخر عام 1963 وجمع بينهما شغف قوي وعذاب كذلك لمدة عَقد تقريبًا. انجذب ” Bacon ” على الفور إلى هذه الشخصية الشابة التي تبدو قوية رغم هشاشتها وذات سجل من الجرائم الصغيرة، وقد كانت أبعاد ” Dyer” المتناسقة ومظهره الوسيم مصدر إلهام دائم لـ ” Bacon ” الذي سعى إلى تخليد مظهره ونفسيته المعذبة تلك، وسرعان ما أصبح ” Dyer” الشخصية الأكثر تأثيرًا في حياة ” Bacon ” سواء الخاصة أو الفنية. فقد هيمنت شخصيته على لوحات ” Bacon ” منذ الستينيات، حين استكشف الفنان أسلوب فن رسم الأشخاص أكثر من أي وقت مضى، وقد ظلّ ” Dyer” موضوعًا رئيسيًا للوحات ” Bacon ” حتى بعد وفاة Dyer في عام 1971. فقبل يومين من افتتاح أهم معرض لـ ” Bacon ” في حياته في القصر الكبير بباريس عُثر على ” Dyer” ميتًا في غرفتهما بالفندق، تاركًا ” Bacon ” يُعاني من الحزن والشعور بالذنب.

ترك ” Dyer” بصمة دائمة في نفس الفنان لا يُضاهيها ما تركه بقية مُلهميه وأحبائه. فقد ظهر في أكثر من 40 لوحة على مدار مسيرة ” Bacon ” المهنية، سواء كانت لوحات كبيرة أو صغيرة أو تظهره عن كثب. في الوقت الذي التقيا فيه تقريبًا، في أوائل الستينيات، أنشأ ” Bacon ” هيكلًا ثابتًا لصوره: إما بالحجم الصغير قياس 35.5 × 30.5 سم للوحات الفنية للرأس وإما بالحجم الكبير 198 × 147.5 سم للحجم الكامل للجسم. وكانت هذه اللوحات تُعرض إما قائمة باذتها وإما مجمعة في مجموعة من اثنتين أو ثلاث لتشكيل لوحات ثنائية أو ثلاثية الأقسام على التوالي.

كما ذكر ” Bacon ” في عام 1979، ” تمثل اللوحات ثلاثية الأقسام نمطي المفضل”. وفي الواقع، كانت لوحات ” Bacon ” الثلاثية الأقسام، الملحمية والحميمة، أهم ما أبدع في مسيرته إلى حد كبير، فقد استهل رسم لوحات ثلاثية الأقسام صغيرة تُظهر رؤوس موديلاته وبلغ حجم كل قسم 35.5 × 30.5 سم في عام 1962، قبل عام من رسم ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’، وعقب علمه بوفاة “ Peter Lacy “، في يوم افتتاح معرضه الأول لمُجمل أعماله في معرض “ Tate ” في لندن. وكانت اللوحات الثلاثية الأقسام – بذاك النمط الذي استوحاه من الأعمال الفنية ذات الموضوعات الدينية – قد جذبته أكثر بسبب فكرة التسلسل، وتمثل جانب مهم في أعمال ” Bacon “. في الواقع، كان ينتج على نطاق واسع تنويعات حول الموضوعات نفسها طوال مسيرته الفنية، مثل: الباباوات، أو الرجال الذين يرتدون بذلٍ، أو لوحاته عن “ van Gogh “. عند قولبة تلك المتغيرات في اللوحات الثلاثية الأقسام التي عدها ” Bacon ” (الشكل الفني الأكثر توازناً)، يمكن القول إن المتغيرات المختلفة تذكرنا بدراسات ” Eadweard Muybridge” الفوتوغرافية للجسم المتحرك، التي ألهمت ” Bacon ” على نطاق واسع، وفيما يتعلق باللوحات الفنية، سمح له التنسيق الثلاثي بإظهار جوانب مختلفة من الوجه نفسه، على غرار ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’، وكذلك عند تصويره أشخاص مختلفين.

اشتهر ” Bacon ” بعمله بمعزل عن الأشخاص الذين يرسمهم لتكون لديه الحرية والمرونة لتشويه مظهرهم بقدر الحاجة. لذلك، كان عليه الاعتماد على كل من الصور الفوتوغرافية وذاكرته الخاصة. وفي حالة ” Dyer”، جمع مئات الصور التي عُثر عليها لاحقًا في استوديو Reece Mews التي قد كلّف صديقه John Deakin المصور في Vogue بالتقاطها، واستخدمها بمثابة نقطة انطلاق لجميع اللوحات الفنية التي رسمها طوال الستينيات والسبعينيات، مثل ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’. ثم، ركز على تشويه الموديل للتعبير عن جوهره، ونقل قوة تعبيرية نشأت في الغالب من مشاعره وعواطفه الشخصية.

معلومات عن الفنان: Francis Bacon 

يُعد Francis Bacon (1909-1992) أحد أنجح الرسامين في القرن العشرين، ويحظى بأهمية خاصة في تاريخ الفن بلا شك لابتعاده عن الاتجاه الرائج في عصره نحو الفن التجريدي، وبهذا فإن لوحات Francis Bacon لا يمكن وضعها ضمن أي تصنيف. عوضًا عن ذلك، فقد ابتكر ” Bacon ” أسلوبًا فنيًا فريدًا يقع على الحدود بين التجريد والتصوير، وتطلَّب هذه التفرّد معالجة خاصة، تختلف عن الأنماط التاريخية والأسلوبية. إضافة إلى ذلك، فقد تعلّم ” Bacon ” الرسم بنفسه، ولم يتلقّ أي تدريب متخصص. رغم ذلك، نال عمله- على الفور- استحسان العلماء والمؤرخين، وكذلك الجمهور، لواقعيته المميزة والمذهلة للرائي.

وفي أعقاب الحرب، عبّرت لوحاته عن ضعف الإنسانية وتضمنت كربًا وجوديًا متجذرًا في تجربته الشخصية كذلك، وفي المقام الأول، أشعل ” Bacon ” ثورة في رسم اللوحات الفنية الذي سمح له بنقل الحالة النفسية لموديلاته بالإضافة إلى تمثيل مظهرهم الجسدي.

وُلد Francis Bacon في أيرلندا عام 1909 وتُوفي في “مدريد” عن عمر يناهز 83 عامًا. فقد خاض جيله حربين عالميتين، وشهد العنف الناتج عن التوترات السياسية العميقة. خدم والده الكابتن “ Anthony Edward Mortimer Bacon ” في الجيش كما عمل لاحقًا في مكتب الحرب في فترة الحرب العالمية الأولى، وبالتأكيد أثارت وظيفته انتباه Francis Bacon الشاب إلى خطر العنف، مما حال دون تمتّعه بطفولة هادئة. كانت والدة ” Bacon “، “ Christina Winifred Firth“، وريثة لشركة صلب وكذلك منجمًا للفحم في شيفيلد. فعاشت حياة نجوم المجتمع، بينما تُرك ابنها، الذي يعاني من الربو، وشأنه ليفعل ما يحلو له في اغلب الأوقات. وأصبحت علاقاته الأسرية أكثر تعقيدًا حين بدأ التوجه المِثلي لدى ” Bacon ” في الظهور، وهو الأمر الذي لم يتقبّله والده قط. فطُرد ” Bacon ” من منزل العائلة عام 1926، وكان عمره حينها 16 عامًا فحسب.

غادر ” Bacon ” أيرلندا الريفية وانتقل إلى لندن مستعينًا بـ 3 جنيهات إسترلينيه يتلقاها أسبوعيًا من والدته. ورُغم معاناته من صعوبات اقتصادية شديدة، استطاع مواصلة العيش عبر العمل بوظائف مختلفة مثل سكرتير وطاهي. وفي عام 1927، غادر إلى برلين بناءً على اقتراح والده، الذي عهد به إلى أحد أقاربه في محاولة فاشلة لتغيير ميوله. وقد أقام لاحقًا مع عائلة فرنسية بالقرب من “شانتييه”. وهناك، اكتشف المتاحف وصالات العرض، وبدأ في الاهتمام بالفن بجلاء. وقد أمضى العام ونصف العام التاليين في باريس، حيث شاهد معرض “ One Hundred Drawings of Picasso” ومنذ تلك اللحظة الحاسمة، بدأت محتويات لوحاته ورسوماته الأولى بالألوان المائية تتشكل في ذهنه.

وفي عام 1929، غادر إلى لندن وبدأ حياته المهنية كمصمم ديكور، مما أتاح له اكتساب سُمعة خاصة وعملاء مختلفين مثيرين للاهتمام. رغم ذلك، تخلّى عن مجال تصميم الديكورات للتركيز على الرسم في وقت مبكر من العام التالي. شجعت هذه الخطوة الجذرية مشاركته في معرض مع “ Jean Shepeard ” و” Roy de Maistre “، وهما إحدى أكثر علاقاته الفنية تأثيرًا في الثلاثينيات.

في عام 1933، أنتج ” Bacon ” لوحاته المهمة الأولى، شاملا ” The Crucifixion” على وجه الخصوص، وهي اللوحة التي عُرضت على الفور في “ Mayor Gallery “، واشتراها السير “ Michael Sadler“، وظهرت من جديد في (Herbert Read’s Art Now). منذ تلك اللحظة فصاعدًا، تبعته العديد من لحظات الرضا وخيبات الأمل، صارت علاقة ” Bacon ” بالفن ممتزجة بالعذابات إلى حد ما، وفي السنوات التالية، ورغم إلهاماته الفنية، دمّر ” Bacon ” – بدافع من النقد الذاتي القاسي – جميع اللوحات التي أنتجها تقريبًا، ولم يستهل الابقاء على عدد من انتاجاته المهمة سوى في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي فحسب. 

لقد تباينت ردود فعل الجمهور تجاه أعمال ” Bacon “: فلم يُقدر البعض تجاوزاته، بينما فهم آخرون على الفور إمكاناته. في عام 1948، حصل “ Alfred Barr ” على لوحة 1946 من “ Brausen ” لمتحف الفن الحديث، نيويورك، إيذانًا ببداية اعتراف دُولي بجدارة ” Bacon ” ومقامه الفني الرفيع. كما نظّمت تاجرة اللوحات الألمانية “ Erica Brausen ” أول عرض فردي للفنان في معرض هانوفر وذلك في نوفمبر 1949. وفي هذه المناسبة، نشر الناقد الفني “ Robert Melville, “، الذي كان أيضًا من كتَّاب سيرة Picasso الأوائل، مقالًا في “ Horizon ” أشار فيه إلى ” Bacon ” بصفته فنان كبير.

ورغم اعتبار “Bacon ” منذ وقت مبكّر أحد الرسامين الرائدين في الفترة التالية للحرب، لم ينمو نجاحه إلاّ على مَر العقود. فطوال الخمسينيات من القرن الماضي، شارك في عدة فعاليات أخرى ساهمت في تطوير مسيرته الفنية على المستوى الدولي، مثل “بينالي البندقية” في عام 1954. رغم ذلك، في مطلع الستينيات من القرن الماضي، حقق تقدمًا حقيقيًا في مسيرته: ففي السادس عشر من شهر أكتوبر لعام 1958، وقّع عقدًا مع “ Marlborough Fine Art ” الذين شغلوا منصب مُمثليه ووكلاء مبيعاته طوال حياته. كما أنشأ استوديو في 7 شارع Reece Mews في عام 1961 حيث استمر في العمل فيه حتى وفاته.

أثبتت الستينيات أنها أهم عقد في مسيرة ” Bacon ” الفنية. فاستطاعت أعماله اجتذاب كل من مالكي المعارض وتجار الفنون وبدأت أعرق المتاحف في طلبها. في عام 1962، أقام ” Bacon ” أول متحف كبير لمُجمل أعماله في معرض Tate في لندن الذي انتقل لاحقًا إلى متحف Solomon R. Guggenheim في نيويورك. كما بدأت أعماله في جذب انتباه الفنانين الأكثر شهرة، مثل “ Pablo Picasso ” الذي أعجبه كتالوج المعروضات للغاية وذهب لمشاهدة المعرض في لندن. في العام نفسه، بدأ “ David Sylvester “، الناقد الفني البريطاني وأمين المعارض، في إجراء سلسلة شهيرة من المقابلات مع ” Bacon ” على راديو بي بي سي، مما أثر تأثيرًا كبيرًا في زيادة شهرته.

إضافة إلى ذلك، أثْرَت مصادر الإلهام الجديدة تأمّله الفني، فبعد التقاء ” Bacon ” بـ “George   Dyer” في عام 1963.  أصبح الأخير رفيقه الدائم، بل الموديل الرئيسي في أكثر أعماله نجاحًا بين الستينيات والسبعينيات كذلك.

انتشرت شهرة لوحات ” Bacon ” أكثر فأكثر حول العالم بفضل نشاط المعارض المستمر، وفي معرض مُجمل الأعمال الثاني في معرض Tate في عام 1985، أعرب مدير المعرض آنذاك، السير “ Alain Bowness “، عن تقدير هائل لأعمال ” Bacon “، لدرجة أنه وصفه من دون تردد بأنه “أعظم الرسامين الموجودين على قيد الحياة”.

لقد تسبّب الربو المتفاقم في مشاكل شديدة في التنفّس لـ ” Bacon ” خلال حياته، ليُتوفى في نهاية المطاف بنوبة قلبية في عام 1992 في مدريد، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا أبديًا.

تحليل السوق:

يُعدُّ Francis Bacon شخصية بارزة في المشهد الفني البريطاني، وقد اعترفت المتاحف والدارسين على حد سواء بمقامه الفني الرفيع بالفعل خلال حياته كأحد أهم رسامي القرن العشرين. كما اتّبع تطور سوق لوحاته الاتجاه نفسه، مما جعل إنتاج ” Bacon ” الأغلى في المزادات بين اللوحات التالية للحرب، إذ بيعت منها اللوحة ثلاثية الأقسام 1976 بمبلغ 86.2 مليون دولار في عام 2008، ومنذ وفاته في عام 1992، سجّلت ثلاثة من أعماله أرقامًا قياسية. فقد حققت لوحته “ثلاث دراسات للوسيان فرويد” (1969) أعلى تلك الأرقام القياسية، إذ بيعت بمبلغ 142.4 مليون دولار في عام 2013. في ذلك الوقت، أصبحت تلك اللوحة أغلى مبيعات أي مزاد؛ ثم تراجعت إلى المركز السابع لاحقًا.

يبلغ إجمالي إيرادات مبيعات لوحات ” Bacon ” حوالي 3.4 مليارات دولار على مدى فترة تتراوح من 1986 إلى نوفمبر 2021. وتنتمي لوحات ” Bacon ” ذات الجودة الأعلى إلى سوق أعمال نهاية الفترة التالية للحرب والحقبة المعاصرة، ويسعى إليها أبرز هواة جمع الأعمال الفنية في هذا المجال، هذا حين لا تُعد بالفعل جزءً من مجموعات ومقتنيات المؤسسات العامة الكبرى في جميع أنحاء العالم.

لم يتبقّ اليوم سوى 580 لوحة تقريبًا من أعمال ” Bacon “، إذ اعتاد تدمير أعماله بدافع النقد الذاتي كما أسلفنا. ومن بين 90 لوحة أيقونية للفنان، ثَمة 54 لوحة موجودة حاليًا في مجموعات خاصة – منها اللوحة موضوع هذا المقال – بينما تمثل الـ 36 المتبقية التي تُمثل 40% من تلك المجموعة، جزء من المجموعات العامة. لذلك، نظرا إلى حيازة القطاع الخاص للجزء الأكبر من أعمال ” Bacon “، ينمو سوق لوحاته ورواجها رُغم محدودية العدد الإجمالي للأعمال.

لقد التزمت المؤسسات المَعنية بأعمال ” Bacon ” بفعّالية، مما ضمن الاستقرار والقوة لسوق لوحاته. كما اعتمد دعمهم المستمر على المعارض المتكررة. إذ أقيمت أحدث العروض الفردية في “الأكاديمية الملكية للفنون” بلندن في عام 2022، وكذلك في مركز “ Pompidou ” بباريس خلال عامي2019 و2020 ومتحف “الفنون الجميلة” في هيوستن في عام 2020. ويُتوقع تأثير هذه الفعاليات الكبرى – التي تُولد أبحاثًا واكتشافات جديدة حول أعمال ” Bacon ” وتدفع إلى زيادة الاهتمام العام به – على السوق بعمق، مع زيادة قيمة لوحاته المادية.

إضافة إلى ذلك، أدى نشر “ Martin Harrison ” لكتالوج أعمال ” Bacon ” في عام 2016، بعد عشر سنوات من العمل الدؤوب على صياغته، دورًا مهمًا في تعزيز سوق لوحاته. كما حظي الكتالوج بأهمية خاصة، إذ يُلقي ضوءً جديدًا على إنتاج الفنان ككُل ويبني ثقة أكبر في إثبات أصالة أعماله.

ورغم وصول لوحات ” Bacon ” إلى السوق على أساس متكرر، فقد عُرض منها 191 لوحة فقط في المزاد خلال الفترة المرجعية من 1986 إلى نوفمبر 2021، وقد تسبب طرح سلسلة من الأعمال الكبرى للبيع منذ عام 2000، في ارتفاع قيمة سوق لوحات ” Bacon ” وتصاعد أسعارها.

تُهيمن المبيعات عالية القيمة على سوق لوحات ” Bacon “، إذ تبلغ حصة الأعمال من اللوحات ذات الأسعار الفعليّة التي تتجاوز 10 ملايين دولار أمريكي، نسبة 35% من إجمالي القيمة، مما يُمثل 83 قطعة بيعَت خلال الفترة المرجعية، ومن بين هذه اللوحات، بيعت 65 قطعة بأسعار تتراوح بين 10 ملايين دولار أمريكي و50 مليون دولار أمريكي (جميع الأسعار تبعًا للقيمة الفعليّة ما لم يُذكر تاريخ بيع محدد)، مما يُمثل حصة قدرها 27% من القيمة؛ وقد بيعت 16 لوحة بأسعار تتراوح بين 50 مليون دولار أمريكي و100 مليون دولار أمريكي، مما يمثل 7% من القيمة؛ كما بيعَ عملين آخرين بسعر يتجاوز 100 مليون دولار، مما يمثل 1% من سوق لوحات ” Bacon ” فيما يتعلق بالقيمة.

لقد ظل هذا السوق ثابتًا حتى الآن فيما يتعلق بالأعمال عالية الجودة، إذ حُققت أعلى الأسعار في الغالب خلال فترتيْ ذروة شرائية، وهما: عامي 2007-2008 وعامي 2013-2014. على مدى الفترة المتراوحة من 2007 إلى نوفمبر 2021، بيعت 29 لوحة بسعر يتجاوز السعر الفعلي البالغ 40 مليون دولار. كما بيعت 14 لوحة من هذه اللوحات خلال الذروتين اللتين شهدتا ارتفاعًا في العرض، وبيعت اللوحات الـ 12 المتبقية خلال الفترة المتبقية، باستثناء عامي 2009 و2010.

خلال عام 2020، في أوُج انتشار جائحة كوفيد-19، بيعت (Oresteia of Aeschylus) 1981 بسعر 84.5 مليون دولار أمريكي وبسعر فعلي مُحقق قدره 93 مليون دولار أمريكي. لتُصبح تلك اللوحة ثالث أغلى أعمال ” Bacon “، مما مثل رقمًا قياسيًا يشير إلى استقرار السوق فيما يتعلق باللوحات العالية الجودة التي تشهد طلبًا متزايدًا دائمًا.

تشترك اللوحات التي تحصد أعلى الأسعار في تشكيل عالي النطاق كل مرة تقريبًا (9 من أصل 10 أغلى قطع مبيعة)؛ وذات التنسيق ثلاثي الأقسام (6 من أصل 10 أغلى قطع مبيعة)؛ بينما تلك التي ترجع إلى الفترة المتراوحة بين عامي 1960 و1969، بصفته العقد الأكثر أهمية في مسيرة Bacon (5 من 10)؛ أما التي تتضمن موديلاً شهيرًا، وأكثرها قيمة لوحات “George   Dyer” و” Lucian Freud ” (5 من 10؛ وتظهر 3 منها George   Dyer).

لقد عُرضت اللوحة المعنية، “ثلاث دراسات لصور George   Dyer في مزاد علني خلال مناسبة واحدة فقط، إذ بيعت بمبلغ 52 مليون دولار أمريكي في عام 2017. لذلك، تحتل المرتبة التاسعة بين أغلى لوحات ” Bacon ” المعروضة للبيع العام محققةً رقمًا قياسيًا في المزاد بصفتها لوحة من النوع ثلاثي الأقسام صغير الحجم من أعماله. وبالنظر إلى صفقة بيعها المُجراة في عام 2017، تُمثل هذه اللوحة وحدها نسبة 1.7% من إجمالي إيرادات مبيعات لوحات ” Bacon ” فيما يتعلق بالقيمة خلال الفترة المرجعية.

رسم ” Bacon ” نحوْ 40 لوحة ثلاثية الأقسام صغيرة الحجم، تُمثل 7% فقط من أعماله الموجودة، وقلما تُطرح للبيع. إذ عُرضت 19 لوحة فقط من ذاك النوع في المزادات حتى اليوم، نُفّذت تسع منها في الستينيات وثلاث منها تُصوّر “George   Dyer”، شاملة اللوحة المعنية. من بين هذه اللوحات الثلاثية الموجودة، ثمة خمس فقط تصوّر “George   Dyer”: سلسلة فريدة من نوعها لا تزال جزئيًا في حيازة القطاع الخاص، ونظرًا الى انتماء لوحتين من هذه اللوحات إلى مجموعات متحفيه (متحف “تل أبيب للفنون” ومتحف “لويزيانا للفنون”، همليبيك). تعدُّ ‘Three Studies for a Portrait of George Dyer’ مثالاً نادرًا على تكريم ” Bacon ” المؤثر لملهمه في هذا العمل الفني الرائع ذي الثلاثة أقسام الذي لا يزال متاحًا للاقتناء.

تُعرض أعمال ” Bacon ” الشهيرة في المزاد من حين لآخر، ويولد عرضها العام أسعارها تُحقق أرقامًا قياسية غير مسبوقة، نظرًا للطلب المُستمر عليها. في شهر يونيو لعام 2022، عُدت Study for Portrait of Lucian Freud” أحد أفضل القِطع في مزاد اليوبيل الذهبي لـ Jubilee الذي أقيم في لندن. واقتُنيَت مقابل 52 مليون دولار أمريكي، لتمثل حينها أغلى لوحة معاصرة مُباعة في لندن منذ عام 2014 مؤكدةً الاهتمام القوي بأهم لوحات ” Bacon “. ووفقًا لمراجعة شركة (Art Tactic) في سوق الفن خلال عام 2022، فإن أفضل ثلاثة فنانين في قطاع الفن الحديث هم “ Pablo Picasso ” بمبلغ 388.8 مليون دولار أمريكي في مبيعات المزادات، متقدمًا على Francis Bacon بمبلغ 224.9 مليون دولار أمريكي، و” Rene Magritte ” بـ 191.5 مليون دولار أمريكي.