منوعات

لماذا هنيبعل؟ د.ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي

لماذا هنيبعل؟

د.ليون سيوفي

باحث وكاتب سياسي

هنيبعل هو الابن الخامس للقذافي من زوجته صفية، لجأ هو ووالدته وشقيقته إلى سلطنة عمان عام 2012.

وظل هناك تحت الإقامة الجبرية إلى أن سافر مع زوجته ألين سَكاف وهي عارضة أزياء لبنانية وأولاده إلى دمشق…

من منّا لا يذكر كيف تمّ استدراج نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وكيف تمّ احتجازه في لبنان منذ 8 أعوام بتهمة إخفاء معلومات عن اختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام السيد موسى الصدر، أثناء زيارته لليبيا في أغسطس 1978، بعد دعوة من القذافي الأب.

وصل هنيبعل القذافي إلى لبنان عبر سوريا التي لجأ إليها بعد رحيل والده، فيما نقل عنه، إنه احتجز على يد جماعة مسلحة وأجبروه على عبور الحدود بطريقة غير قانونية في عام 2015. وأبقوه لديهم لمدة أسبوع وارغموه على أن يبوح بمعلومات عن قضية اختفاء السيد الصدر ورفيقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين والنتيجة دون جدوى..

كان عمر هنيبعل القذافي عامين عندما اختفى السيد ورفيقيه هل من الممكن أن تكون لديه معلومات وهو يخفيها؟

القضاء لم يتناوله بأية صفة كانت لا بصفة مشتبه به أو مدّعٍ عليه أو شاهد أو حتى مطلوب الاستماع إليه ولا يوجد أي دليل ضده فلماذا هذا الاعتقال؟

هنيبعل كان لاجئاً سياسياً في بلاد الشام وبهذا يكون من استدرجوه إلى لبنان انتهكوا سيادة الدولة التي لجأ إليها..

وكل هذه التصرفات تخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وللعلم لم يتقلّد هنيبعل أي منصب أمني طيلة فترة عمله في ليبيا…

لا يزال ملف نجل القذافي دون تسوية قضائية، رغم محاولة عدة أطراف ليبية التدخلّ من أجل الإفراج عنه ورغم المفاوضات التي تمّت بين فريق دفاعه واللجنة المكلّفة بقضيّة الصدر..

فبعد عملية الاحتجاز أطرافاً عدة دخلت على خط الوساطة للإفراج عن القذافي الابن لكن مساعيها باءت بالفشل.

هنيبعل وضعه الصحي والنفسي أليم وصعب للغاية وثمة خطر على حياته وتمّ نقله إلى مستشفى أوتيل ديو لسوء صحته..

بعد إضرابه عن الطعام في مقرّ احتجازه، ما يعتبره “توقيفًا تعسفيًا وسياسيًا” وتنديدًا بالمماطلة في حسم قضيته ولتعرّضه للظلم، على خلفية اتهامه بالتورط في هذه القضية. عائلة السيد الصدر ورفيقاه وكل من يحمل قضيته لا يريدون شيئاً من الليبيين، وغايتهم الوحيدة تحرير الإمام ورفيقيه وإعادتهم إلى وطنهم وأهلهم..

فدفع ثمن هذه القضية ابن القذافي عسى أن يفرج عنه ويعود إلى أحضان أهله والافراج عن الإمام السيد ورفيقيه وتتغير الظروف بين البلدين إلى الافضل …