أخبار لبنان

في كلمة له في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء(ع) الخوري: مع الحسين والمسيح لحفظ كرامة الإنسان ومواجهة الفتن والانقسام

القى أمين عام اللقاء الاسلامي المسيحي حول سيّدتنا مريم، منسّق أكاديميّة الانسان للتلاقي والحوار، مستشار رئيس الجمهوريّة السابق للحوار الإسلامي المسيحي ناجي الخوري كلمة له في المجلس العاشورائي في قاعة الزهراء(ع) مجمع الحسنين(ع) في حارة حريك والذي أقيم برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضور شخصيات دينية واجتماعية وثقافية وشعبية.

وقال: نستعيد اليوم ذكرى مقتل الإمام الحسين لا لأنّنا عشّاقاً للموت والثأر بل لأنّ علينا استخلاص العبر من حوادث التاريخ كي نكرّرها إن كانت لصالح إنسانيّتنا أو نتحاشاها إن كانت مُرّة وحزينة.

وأضاف: أنا مسيحيّ ملتزم، أقول ان السيد المسيح والإمام الحسين كلاهما تعذّب ومات وضحّى بحياته، كلاهما دعا للمحبّة واحترام الآخر والقيم الإنسانيّة الراقية. نستذكرهم بالحزن والدموع في عاشوراء للحسين والجمعة العظيمة للسيّد المسيح.

وأكد أننا لسنا أبناء الحزن للحزن، ولا البكاء للبكاء. نعم، نحن أبناء الحياة وإن كانت الحياة تمرّ بالموت مشيرا إلى أننا نعيش اليوم، أتعس أيّامنا في هذا الوطن الحبيب، حيث تدهور القيم وتصاعد العنف في الكلام والتصرّف والفعل، كما انتشار التعصّب والتشدّد والدعوات الى الفرقة والتقسيم.

وتابع: وطننا اليوم في خطر! وعلينا، نحن أبناء المحبّة والحوار، وأعني بشكل خاص جمعيّة المبرّات، علينا القيام بالمبادرات المتتالية لتطمين الآخر وإعادة الثقة واللحمة بين الجميع بالرغم من أن الفشل محتمل، ولكن يبقى لنا شرف المحاولة لإقناع الآخر، كما فعل الحسين قبل الضربة القاضية.

وتوجه إلى الأخوة في المبرّات بقوله: أحبّائي أنتم ورفاقي في النضال من أجل وطن المحبّة والعدالة والاحترام، وطن الاشعاع الثقافي والتنوّع والتلاقي والحوار. وما هي مبادرة الرئيس عون في إنشاء “أكاديميّة الانسان للتلاقي والحوار” إلّا التأكيد على دور وطننا الحبيب والرسالة الذي يحملها للشرق كما للغرب.

ودعا إلى عدم التساهل أمام الدعوات للفتنة والانقسام والعنف من أي مكان أتى – أليس حرق القرآن الكريم عنفاً وتحدّياً رخيصاً هدفه النيل بمشاعر المسلمين وجميع دعاة العيش معاً والاحترام المتبادل ؟ – . أرجوكم أن نعمل يداً بيد من أجل بناء وطن الانسان، وطن حضاري، صلة وصل بين الحضارتين الشرقيّة والغربيّة، آخذاً منهما أجمل وأسمى ما عندهما.