منوعات

” اللغة العربية ” تعتبر لغة الهوية والانتماء بقلم د : خالد السلامي

بقلم د : خالد السلامي

عزيزي القارئ، اللغـــــــــــــــــــــــــــــة ليست مجرد مجموعة من الكلمات والعبارات التي نستخدمها للتواصل يومياً. بل هي جزء من هويتنا وتاريخنا وعراقتنا. إنها الروح التي تنعكس على هويتنا الوطنية. في عالم مليء بالتنوع والتحولات السريعة، تأتي اللغة العربية بدورها الخاص والمميز في تعزيز هذه الهوية والانتماء.
لا يمكن التفريط في تسليط الضوء على أهمية اللغة في بناء الهوية الوطنية والانتماء للمجتمع. حيث تلعب اللغة دورًا حيويًا في تشكيل هويتنا الفردية والجماعية، وتعكس على الصعيدين الشخصي والجماعي من هذه الهوية.
في البداية، كما ذكرنا فإن اللغة هي وسيلة الاتصال التي نستخدمها يوميًا للتفاعل مع الآخرين وتبادل الأفكار والمعرفة. إلا أنها تتعدى هذا الدور الوظيفي لتصبح جزءًا من تاريخنا وثقافتنا وجذورنا. لغتنا العربية غنية بتراثها الثقافي العريق والأدبي الذي ارتقى به كبار الفلاسفة والشعراء والمفكرين على مر العصور.
وعندما نتحدث باللغة العربية في منازلنا ونشجع أطفالنا على استخدامها، نمنحهم هذا الجسـر الممتد بين الماضي والحاضر والمستقبل. نساعدهم في فهم التاريخ العربي العظيم والروح الوطنية والثقافة التي ننتمي إليها.
إن تعزيز استخدام اللغة العربية في حياتنا اليومية ليس مجرد إثراء للمفردات والقواعد اللغوية، بل هو تجربة عميقة لا تقدر بثمن تربينا بها أبناءنا. تلك التجربة تمتد إلى تعزيز هويتهم الوطنية وتفتح أمامهم أفاقًا أوسع لفهم العالم من حولهم.
فلنكن دائمًا على دراية بأهمية هذه اللغة في تشكيل هويتنا وانتمائنا، ولنبذل جهدنا للحفاظ عليها ونقلها إلى أجيالنا الصاعدة. فاللغة العربية هي أكثر من مجرد وسيلة للتواصل، إنها رمز لهويتنا وعراقتنا وموروثنا الثقافي الرائع.
إن استخدام اللغة العربية في بيوتنا ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو عملية لتسليط الضوء على قيمة عظيمة ورمزية لا يُمكن إهمالها، فاللغة العربية هي سفيرة لتراثنا الثقافي والديني والأدبي. إنها اللغة التي شكّلت الأمم وبنت حضارات.
باللغة العربية، نُعلم أطفالنا أنهم يمتلكون جذورًا تاريخية عميقة، ويتمتعون بميراث ثقافي غني. نشجعهم على اعتزازهم بتلك الهوية الوطنية والانتماء إلى هذا العراق الثقافي العظيم. هذا ليس فقط لأنهم سيكونون قادرين على التواصل باللغة العربية، بل لأنهم سيكونون أيضًا قادرين على فهم الأشياء بعمق، وعلى توظيف تلك اللغة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم بشكل أصيل وراقي.
اللغة العربية تعبر عن جوانب كثيرة من حياتنا. إنها لغة الدين والعبادة، ومن خلالها نتفاعل مع كتاب الله الكريم ونفهم تعاليمه بأعمق طريقة. إنها أيضًا لغة الأدب والفلسفة، وتاريخ الفكر والإبداع. لذا عندما نستخدمها في بيوتنا، نعيش تجارب ثقافية وروحية غنية تثري حياتنا وتنقلنا إلى عوالم جديدة، تجارب ثقافية تسهم في تعزيز هويتنا وهوية أطفالنا. إن اللغة العربية ترتبط بتاريخ وثقافة عريقة، وعندما نحتفظ بهذه اللغة وننقلها إلى الأجيال الصاعدة، نسهم في الحفاظ على الجذور الثقافية التي ننتمي إليها. إن تعلم اللغة واستخدامها في التفاعل اليومي يمنح الأبناء إحساسًا بالانتماء إلى موروثهم الثقافي ويعزز من فهمهم لقيم وتقاليد مجتمعهم.
اللغة العربية تسهم في تعزيز التواصل داخل الأسرة بشكل فعّال. عندما نستخدم اللغة العربية في التفاعل مع أطفالنا، نخلق بيئة تواصلية تعزز من فهم الأبناء لأفكارهم ومشاعرهم. يمكن للغة العربية أن تكون وسيلة للتعبير عن العواطف والأفكار بشكل أكثر عمقًا وصدقًا. هذا يقوي الروابط الأسرية ويساعد في بناء علاقات أسرية قوية تعتمد على الفهم والاحترام المتبادل. إن استخدام اللغة العربية في تربية الأبناء والتفاعل في المنزل ليس مجرد مسألة لغوية، بل هو تعبير عن هويتنا وتراثنا وأسلوب حياتنا. يمكن للغة العربية أن تكون جسـرًا يربط بين الأجيال وتسهم في بناء علاقات أسرية قائمة على الحب والاحترام.
لذلك، فإن تعزيز استخدام اللغة العربية في حياتنا اليومية ليس مجرد واجب ثقافي ولكنه أيضًا استثمار في هويتنا وهوية أطفالنا. إنها اللغة التي تربينا بها أجيالًا على التفكير النقدي والإبداع والعلم. فلنمضي قدمًا في تقديم هذا الهبة العظيمة لأجيالنا الصاعدة ولنجعلها دائمًا حاضرة ومزدهرة في قلوب وأذهان أبنائنا. إنها لغة الهوية والانتماء، ولنكن دائمًا فخورين بها وملتزمين بنقلها عبر الأجيال.
لنحافظ على هذا التراث اللغوي والثقافي، ولنجعل اللغة العربية جزءًا حيويًا من هويتنا وهوية أطفالنا. لنعلمهم أن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي سلطة تميزنا وتربطنا بأصولنا وتاريخنا. إنها لغة الهوية والانتماء، ولنحافظ عليها كمقدسة ثقافية ولغوية تمتد جذورها عميقًا في تاريخنا ومستقبلنا.
المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .