منوعات

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) الاحتلال يهدد أنه بعد الهدنة سوف يعود إلى الحرب وإلى القتل وإلى الدمار وإلى القصف .

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)

الاحتلال يهدد أنه بعد الهدنة سوف يعود إلى الحرب وإلى القتل وإلى الدمار وإلى القصف .

إعداد : ربا يوسف شاهين/ سورية

على جميع الأحرار في العالم أن يرفعوا الصوت عالياً بأن نتوقف هذه الحرب الهمجية بأن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش في أرضه ووطنه بحرية وكرامة وأن ينعم بالاستقلال في وطنه .

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الإخوة والأخوات الأحباء ، ينتابنا شعورٌ فيه الألم و الحزن ، وفيه أيضاً نوعٌ من الفرح

نشعر بالفرح ، عندما نرى أحبةٌ لنا من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ، يخرجون أحراراً ، حريتهم تعطينا الكثير من السعادة والابتهاج ، ولكننا في نفس الوقت ، نشعر بالألم و الحزن على ما حدث في غزة الأبية ، لا يمكننا ايها الأحباء أن ننسى ، ما تعرضت له غزة ، خلال الخمسين يوماً الماضية من عدوانٍ وحشي ومن قمعٍ و قصفٍ و قتلٍ و امتهانٍ للإنسان في غزة.

واليوم مع الهدنة بدأت تتكشف وتظهر بشكل اوضح ، معالم الدمار والخراب في غزة الأبية مشاهد لا يمكن وصفها بالكلمات ، دمار في كل مكان أشلاءٌ في كل مكان دماءٌ في كل مكان

وحتى هذه الساعة ، يحاول الأحبة في غزة الوصول إلى منازلهم المدمرة ويحاولون أيضاً انتشال جثامين الشهداء ، التي طمرت تحت الركام ، و طمرت معها الكثير من الطموحات والأحلام والتطلعات المستقبلية .

◾واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء الهدنة قيل لنا أنها سوف تستمر لعدة أيام ، وهذا أمر جيد ، لكي يتنفس أهلنا هناك الصعداء ، ولكي يتمكنوا من الذهاب إلى الأماكن التي يريدون أن يصلوا إليها .

ولكن يبقى أيها الأحباء مطلبنا تبقى رسالتنا اليوم وفي كل يوم تبقى رسالتنا اليوم وفي كل يوم بأننا نطالب بأن يتوقف هذا العدوان .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

الاحتلال يهدد أنه بعد الهدنة سوف يعود إلى الحرب وإلى القتل وإلى الدمار وإلى القصف .

ونحن نقول : بأن العالم مطالبٌ في هذه الأوقات ، بأن يعمل كل ما باستطاعته ، من أجل أن تتوقف هذه الحرب ، لا نريد أن تعود هذه الحرب ، لا نريد أن بتجدد هذا العدوان

كفانا دماراً كفانا خراباً و دماءً و شهداءً و ألاماً و احزانً شهداء بالآلاف ،والأطفال الشهداء حقيقة هذا المشهد المروع قد هز العالم بأسره .

نحن نناشد ، نناشد أمتنا العربية ، نناشد الحكام العرب ، نناشد كل أولئك الذين هم قادرون على أن يفعلوا شيئاً ، بأن يعملوا من أجل ألا تعود الحرب وأن تستمر الهدنة وأن يتوقف العدوان نحن ما نريده هو أن يتوقف العدوان .

غزة تحولت أيها الأحباء إلى حقل تجارب ، استعمل فيها كل أنواع القذائف والصواريخ و الأسلحة ، التي أوتي بها من الغرب ، هذا الغرب المتواطئ المتآمر .

◾ وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

طبعاً نحن اليوم بدأنا نشهد أن هنالك صحوة ، ليس فقط عند الشعوب ، بل أيضاً بعض المسؤولين في الغرب بدأو يتساءلون ،

إلى أين نحن ذاهبون ؟ لا يمكن لهذا الوضع القائم أن يستمر ، لا يمكن للعدوان أن يستمر ، وهم يتحدثون بشكل أوسع ، عن القضية الفلسطينية كلها ، لا يمكن للقضية الفلسطينية العالقة أن تبقى كذلك .

هذا الشعب الفلسطيني ، الرازح في ظل الإحتلال يحق له أن يعيش بحرية وكرامة ، وأن ينعم بالاستقلال في وطنه ، مع تأكيد الثوابت الوطنية ، وفي مقدمتها حق العودة ، اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم ، الفلسطينيون المبعدون قسراً عن وطنهم هؤلاء يجب أن يعودوا لا يوجد هنالك حل القضية ، دون عودة الفلسطينيين جميعاً ، المشردين واللاجئين و المبعدين إلى وطنهم السليب إلى فلسطين الأرض المقدسة .

غزة تلملم جراحها ، غزة تبكي على شهدائها ، غزة تتألم على ما حل بها من نكبةٍ ومن تشريدٍ ومن تطهيرٍ عرقي وكلنا مع غزة وكلنا مع أهلنا في غزة يحق لشعبنا أن تكون عنده محطة فرح وسعادة بخروج المعتقلين من سجون الاحتلال .

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

ولكن مع احترامنا و وفائنا لتضحيات شعبنا ،

لا يجوز أن ننسى أن الثمن غالي ، الآلاف من الشهداء ناهيك عن الدمار ناهيك عن الجرحى ناهيك عن الأحزان ، نقدر عالياً أن أولئك الذين شاهدوا أبنائهم بعد سنوات من الأسر يحق لهم ان يفرحوا ونحن نفرح معهم و نهنأهم ، ولكن لا يجوز أن نتناسى بأن غزة ، ما زالت تدفع فاتورة هذا العدوان ، وهذه الحرب الهمجية التي نتمنى أن تتوقف ، نتمنى أن تكون هذه الهدنة ، هي نهايةٌ لهذه الحرب المروعة ، التي ألمت بشعبنا هناك .

ومع كل الأحرار ، من أبناء أمتنا العربية ، ومع كل الأحرار في سائر أرجاء العالم نقول :

أوقفوا هذا العدوان ، اوقفوا هذه الحرب ، اوقفوا هذه المؤامرة على شعبنا الفلسطيني

الذي يحق له أن يعيش بسلام ٍ في وطنه وفي أرضه المقدسة .

أهلنا في الضفة أيضاً يعانون ، أما القدس ، فالمؤامرات التي تتعرض لها ، لا يمكن وصفها بالكلمات ، القدس مستهدفة اليوم أكثر من أي وقت مضى ، ولذلك يجب علينا كفلسطينيين ، كل الفلسطينيين ، من كل الأحزاب من كل التيارات من كل الفصائل ، يجب أن نكون موحدين أن نكون على قلب رجل واحد. وأن ننبذ خطاب التخوين ، وأن ننبذ الخطاب الذي يبعد الفلسطيني عن أخيه الفلسطيني .

هذه الحرب تستهدف الفلسطينيين جميعاً ، ولذلك يجب أن نكون موحدين ، لأن وحدتنا ، هي قوة لنا ، في مواجهة المؤامرات التي نتعرض لها .

وشكراً لكم