منوعات

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) لا يجوز ان نسمح أن يفرض علينا من الخارج كيف يجب أن يتم ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي .

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)

لا يجوز ان نسمح أن يفرض علينا من الخارج كيف يجب أن يتم ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي .

إعداد: ربا يوسف شاهين

هذه الحرب لا تستهدف فصيلاً فلسطينياً واحداً أو محدداً هي تستهدف الفلسطينيين جميعاً وخاصةً في غزة.

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء

غزة تحترق وتدمر بشكلٍ كلي وهنالك من يقولون بأنه قد تم تدمير 80% من قطاع غزة هذه الحرب وهذا العدوان الهمجي لربما هو الاكثر بشاعةً في التاريخ الإنساني الحديث .

إنها حرب إبادة ، إنها حرب تدميرٍ شامل ، إنها حربٌ على الشعب الفلسطيني كله ، إنها استهدافٌ للقضية الفلسطينية ، ولذلك إننا نرى من الأهمية بمكان ، وأمام هذا التآمر غير المسبوق على الشعب الفلسطيني ، وامام هذه الحرب التدميرية نرى أن الفلسطينيين اليوم ، هم بحاجةٍ أكثر من أي وقت مضى لترتيب أوضاعهم الداخلية ، لترتيب بيتهم الفلسطيني الداخلي و بإيادي فلسطينية ، لا يجوز ان نسمح أن يفرض علينا من الخارج كيف يجب أن يتم ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي .

ندعو ونطالب ونتمنى بأن يتم تجاوز الانقسامات التي حدثت ، وأن يتجنب المسؤولون الفلسطينيون من كل الأحزاب والفصائل والتيارات ، اي خطاب تخويني من شأنه يكرس الانقسامات والتشرذم .

◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

هذا ليس وقتاً لتصفية الحسابات ، و لإثارة الخلافات هذا وقتٌ من أجل الوحدة بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني من كل الأحزاب من الفصائل من التيارات السياسية لكي نكون أقوياء في مواجهة هذه التحديات .

هذه الحرب لا تستهدف فصيلاً فلسطينياً واحداً أو محدداً هي تستهدف الفلسطينيين جميعاً وخاصةً في غزة هذه القذائف هذه الصواريخ ألة الموت التدميرية لا تميز بين فلسطيني ينتمي إلى هذا التيار أو إلى ذاك التيار ، كل الفلسطينيين مستهدفين ، في قطاع غزة ، وكذلك في الضفة الغربية ، أما المؤامرة الكبرى فهي ما يحدث في القدس .

ولذلك فإنني أوجه نداءً عاجلاً قبل أن نطالب العالم بأن يتضامن معنا يجب نحن كفلسطينيين أن نرتب أوضاعنا الداخلية وأن ننبذ الانقسامات والتشرذم لأن الأخطار المحدقة بنا إنما تستهدفنا جميعاً ولا تستثني أحداً على الإطلاق كل الفلسطينيين مستهدفين من كل الأحزاب من الفصائل من كل التيارات إلى أخره .

ولذلك نحن نتمنى أن يتم تجاوز هذه المرحلة إذا لم توحدنا دماء الشهداء وتضحيات شعبنا و نكبة غزة وما يتعرض له أهلنا في غزة وفي الضفة وفي القدس متى سنتوحد ؟

أنا أعتقد بأنه من الأهمية بمكان التركيز في هذه الأوقات على الوحدة الوطنية طبعاً كيف يجب أن تكون هذا متروك للمسؤولين السياسيين الفلسطينيين .

أنا لست محللاً سياسياً ولست محللاً عسكرياً أنا أتحدث كرجل دين فلسطيني أعشق هذه الارض و أنتمي إلى هذا الوطن و أدافع عن هذا الشعب ومن باب الحرص أطرح هذه الفكرة مطالباً ومؤكداً بأن هذه المسألة في غاية الأهمية وخاصةً في هذه الأوقات حيث ان المؤامرة على شعبنا الفلسطيني خطيرة وغير مسبوقة .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

هذه الحرب ليست حرباً عادية وليس عدواناً عادياً هذه تحمل في طياتها نوعاً من التآمر على الشعب الفلسطيني ومخطط نكبة جديدة وتطهير عرقي واستهداف للشعب الفلسطيني كله وما يحدث في غزة اليوم قد يحدث أيضاً في أماكن أخرى ، وبالتالي يجب أن نحصن بيتنا الفلسطيني الداخلي بالوحدة ونبذ الانقسامات والتشرذم .

أيها الأحباء هنالك أصواتٌ مسيحيةٌ نشاذ بعضها مرتبطٌ بما يسمى “الصهيونية العالمية” طبعاً نحن لا نعترف بهذا المسمى لأن المسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والصهيونية هي حركة عنصرية.

هنالك بعض المحسوبين على هذا التيار وبعض المحسوبين لربما على أجندات يعني و مصالح مرتبطة بالاحتلال الذين يتطاولون على الكنيسة وعلى رؤساء الكنيسة لماذا قرروا إلغاء الاحتفالات بمناسبة عيد الميلاد المجيد و اختصارها فقط على الصلوات و القداديس الإلهية .

طبعاً هؤلاء بعضهم مرتبط بجهات صهيونية بعضهم عميل بعضهم خلفيات مختلفة لكنهم توحدوا حول هذا الموقف انتقاد الكنيسة المحلية انتقاد رؤساء الكنائس انتقاد بعض رجال الدين الذين أعلنوا عن موقف واضح حول ما يحدث في غزة وضرورة الوقوف إلى جانب أهلنا في غزة والإعلان عن إلغاء كل الاحتفالات ، المظاهر الاحتفالية يعني مسيرات صاخبة مهرجانات إلى أخره كل هذا تم الإعلان عن إلغائه واختصار العيد فقط على الصلوات الدينية والطقوس لكي نصلي من أجل السلام من أجل غزة من أجل فلسطين من أجل العدالة من أجل أن يتحقق كل ما يصبو إليه شعبنا الفلسطيني من كرامة وحرية واستقلال .

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

هذا الموقف لم يعجبهم و بدأنا نسمع تحريض يأتينا من أكثر من مكان لماذا شوعلاقتكم يا مسيحيين

“أحدهم قال لنا : شو علاقتكون إنتو في الصراع القائم بين إسرائيل وحماس “

وكأن هذا الصراع هو صراعاً بين إسرائيل وحماس المستهدف في هذه الحرب هو كل الشعب الفلسطيني .

ألم تتابعوا ما حدث في كنيسة القديس بورفيريوس في غزة ألم تشاهدوا كيف أنه تم استهداف المستشفى المعمداني في غزة وهو تابع للكنيسة الإنجيلية هذا العدوان حقيقة يستهدف كل الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين ومن كل الأحزاب والتيارات والفصائل الفلسطينية هو ليس استهدافاً لجهة سياسية محددة .

وكذلك أنا أستغرب من هذه الأصوات النشاذ التي تريد أن تفرض علينا موقفاً لا ينسجم مع ومبادئنا نحن مسيحين ونفتخر أننا مسيحيين ونفتخر أننا ننادي بالمسيحية ولكننا فلسطينيون نحب هذا الوطن و ننتمي إلى هذا الشعب.

يعني إذا مش عاجبكم إنو إحنا فلسطينيين فهذه مشكلتكم

إحنا فلسطينيين ننتمي إلى هذه الأرض ومسيحتنا إيماننا المسيحي يعلمنا وبحثنا على أن نكون إلى جانب كل إنسان معذب وكل إنسان مظلوم وكل إنسان متألم في أي مكان في هذا العالم فكم بالحري عندما يكون المستهدف هو شعبنا الفلسطيني الذي نحن منه ونحن جزءٌ من مكونات هذا الشعب ونفتخر أننا ننتمي إلى هذا الشعب.

هذه الأصوات طبعاً لا تستحق أن نرد عليها لا تستحق هؤلاء يريدون الإساءة و التشويش والتضليل ولربما هم يسعون للتأثير على بعض المسيحيين اللذين لربما ينقصهم بعض الوعي والانتماء .

لن نتأثر بهذه الأصوات النشاذ التي حقيقة لن تزيدنا إلا ثباتاً ويقينا وتمسكاً بانتمائنا المسيحي و انتمائنا العربي الفلسطيني.

◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

نحن كنيسة الأراضي المقدسة نحن الكنيسة الأولى السيد المسيح الذي يحتفى بميلاده من هنا انطلقت رسالته فلسطين اليوم وطنٌ جريح ارض تعاني من الحرب ومن الآلام ومن الأحزان وبالتالي فإن الكنيسة تعيش مع الإنسان في آلامه وأحزانه .

ألم يقل الكتاب المقدس : بأننا يجب أن نكون فرحين مع كل إنسان فرح وان نكون متألمين مع كل إنسان متألم .

نحن نعيش هذه الآلام والأحزان انطلاقاً من قيمنا المسيحية التي تحثنا أن نكون مع كل إنسان متألم ومع كل إنسان معذب في هذا العالم .

أيها الأحباء المسيحيون الفلسطينيون يتعرضون لحملات ولربما المسيحيون في هذا المشرق ولكن أنا أتحدث تحديداً عن المسيحيين في فلسطين .

هنالك حملات مشبوهة يتعرضون لها بهدف حرف بوصلتهم بهدف النيل من انتمائهم المسيحي الحقيقي القويم وليست المسيحية المزورة ، المسيحية التي في الواقع هي ليست مسيحية ، التي يسعى البعض لترويجها و المناداة بها ، وخاصة هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم “مسيحيون متصهينون” ، طبعاً نحن لا نعترف بهذا المسمى لأنه لا ينسجم و قيمنا المسيحية و رسالتنا المسيحية .

يبدو أن المسيحيين الفلسطينيين مستهدفين من خلال هذه الأبواق المأجورة والتي نعرف جيداً ما هي خلفيتها ومن يمولها ومن يوجهها

إلى أخره .

وما هو مطلوب من المسيحيين الفلسطينيين هو مزيد من الوعي مزيد من التأكيد على انتمائهم الإيماني وانتمائهم الوطني وحرصهم على أن يكونوا فلسطينيين حقيقيين مدافعين عن وطنهم وقضية شعبهم انطلاقاً من قيمنا الإيمانية و إنجيلنا المقدس الذي يحثنا على هذه القيم وعلى هذه.المبادئ السامية .

أيها الأحباء نحن مسيحيون ونحن فلسطينيون والذي لم يعجبه هو حر في موقفه

هذا هو انتماؤنا هذه هويتنا هذه هي جذورنا العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة

فلسطين هي أرض الميلاد هي أرض التجسد هي أرض الفداء هي أرض البركة هي أرض القداسة هكذا كانت وهكذا ستبقى .

ما أود أن أقوله مجدداً بأننا معاً و سوياً ، مسلمين ومسيحيين ، ومعنا كل الأحرار في هذا الوطن العربي ، وفي كل أرجاء العالم ، يجب أن نرفع الصوت عالياً ، قائلين و هاتفين ،

فلتتوقف هذه الحرب فليتوقف هذا العدوان ، حقناً للدماء ووقفاً للدمار