أخبار لبنان

زحلة احتفلت بالذكرى التاسعة والتعسين بعد المئة لعيد اعيادها خميس الجسد الإلهي

زحلة احتفلت بالذكرى التاسعة والتعسين بعد المئة لعيد اعيادها خميس الجسد الإلهي

البطريرك عبسي : فَلْنَتَهَيَّأْ لسنة اليوبيل بِالصَّلَاةِ وَالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ

المطران ابراهيم : ندق ناقوس الخطر، داعين الجميع للتمسك بلبنان

احتفلت مدينة زحلة بعيد اعيادها, خميس الجسد الإلهي, والذكرى التاسعة والتسعين بعد المئة للأعجوبة الإلهية التي أنقذت المدينة من وباء الطاعون  تحت شعار ” طوبى للمدعوين الى وليمة عرس الحمل” , وتميز احتفال هذا العام بحضور ومشاركة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الكلي الطوبى الذي احتفل بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية سيدة النجاة عند الخامسة صباحاً بمشاركة راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع المطران ابراهيم مخايل ابراهيم ولفيف الإكليروس بحضور جمهور غفير من المؤمنين, انطلق بعده الموكب باتجاه سراي زحلة سالكاً حارة مار الياس, البلدية، حضانة الطفل, حي مار مخايل ومار جرجس وصولا الى السراي الحكومي.

وفي كاتدرائية مار مارون في كسارة احتفل المطران جوزف معوض بالذبيحة الإلهية بمشاركة لفيف الإكليروس, وبعد القداس انطلق الموكب باتجاه كنائس مار جرجس, مار الياس ومار يوسف في حوش الأمراء, ومن ثم باتجاه حي السيدة حيث التقى بالموكب الصاعد من كنيسة السيدة واتجها نحو ساحة المعلقة, حوش الزراعنة وصولاً الى حي الميدان.

وأقيم قداس في كاتدرائية القديس نيقولاس للروم الأرثوذكس كما ترأس المطران بولس سفر قداساً احتفالياً في كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس.

والتقت المواكب في ساحة الميدان وتوحدت في مسيرة واحدة الى امام السراي حيث التقت كل المسيرات.

وأمام سراي زحلة, حضر النواب جورج عقيص, ميشال ضاهر،سليم عون، الياس اسطفان  مدير عام وزارة الزراعة المهندس ورئيس لجنة التحضير لليوبيل المئوي الثاني لخميس الجسد المهندس لويس لحود, مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات، مدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب كريستين زعتر معلوف،  رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب واعضاء من المجلس البلدي, النواب السابق د. انطوان ابو خاطر, جوزف المعلوف وشانت جنجنيان، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد نديم عبد المسيح، المساعد الثاني لقائد منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي العقيد ادوار قسيس, قائد سرية درك زحلة المقدم ميشال نقولا, آمر مفرزة استقصاء البقاع الرائد علي الحاج دياب، آمر فصيلة زحلة في قوى الأمن الداخلي المقدم شربل اسطفان، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع منير التيني، مدير عام غرفة التجارة يوسف جحا،  رئيس المنطقة التربوية في البقاع يوسف بريدي، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، واستقبلوا مواكب الجسد بمشاركة جمهور غفير من المؤمنين.

على المنصة الرسمية تواجد غبطة البطريرك يوسف العبسي والأساقفة ابراهيم مخايل ابراهيم، جوزف معوض، انطونيوس الصوري, بولس سفر ولفيف الإكليروس الموقر. وأعطى البطريرك العبسي البركة بالقربان المقدس.

ابراهيم

وألقى سيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم عظة بالمناسبة قال فيها:

” إنه لشرف أثيل أن يترأس تطواف هذه السنة غبطة أبينا البطريرك يوسف المغبوط. حضورَكم يا صاحب الغبطة للمرة الأولى منذ توليكم السدّة البطريركية لطائفتنا الملكية يضفي على العيد عيداً وعلى فرحنا فرحاً كبيراً. فأهلاً وسهلا ًبكم في زحلة المدينة التي تحبون وبين أهلكم الذين يجمعون على تواضعكم، محبتكم، احترامكم، وتقديركم.”

واضاف” أيها الأحباء، نقف اليوم على مشارف المئوية الثانية لانطلاق تطواف الجسد الإلهي احتفاءً بأعجوبة خلَّصتِ المدينةَ من وباء فتاك عام 1825. ونعيد الصلاة بعد انسياب السنوات المئة والتسعة والتسعين بحرارتها الأولى طلباً لشفاء وطننا الحبيب لبنان من أوبئة تفوق مرض الطاعون فتكاً وهي تكاد تطيح بكيانه وصيغته الفريدة. 

من أمام سراي زحلة وعلى بضعة أمتار من أوتيل قادري، مقر الإعلان الأول للبنان الكبير بعد ضم البقاع وسهول الشمال ومناطق أخرى إليه في خطاب شهير للمفوّض السامي الفرنسي الجنرال غورو في 3 نيسان 1920 فتوسّعت مساحة لبنان من 3500 كلم2 إلى 10452 كلم2 وكبرت العائلة اللبنانية من 414,000 نسمة إلى 628,000 ألفاً.”

وتابع”  من هنا، وحفاظاً على ذلك الإنجاز التاريخي، ندق ناقوس الخطر الذي يهدد ذلك الإنجاز وكل الإنجازات التي تلت، داعين الجميع للتمسك بلبنان، مؤكدين على أهمية التكاتف والعمل المشترك من أجل الوطن. ونحن من هذه المدينة الأنموذجية، زحلة، قلبِ لبنانَ النابض، نرفع صوتنا عالياً، حاملين هموم شعبنا وآماله في غد أفضل:

أولاً: نؤكد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بحسب قول ابن زحلة الشاعر “سعيد عقل الآن الآن وليس غداً”. فاستمرار الفراغ في سدّة الرئاسة يعطل انتظام عمل المؤسسات، ويزيد من حالة الشلل والانهيار التي تعاني منها دولتنا. علينا جميعاً أن نتحمل مسؤولياتنا الوطنية، والتعالي عن المصالح والحسابات الشخصية الضيقة في سبيل تأمين استقرار لبنان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. القضية لم تعد مسألة شخص يجلس على كرسي بعبدا، بل تحولت إلى الوجود المسيحي بأكمله في لبنان. إن التلاعب بمصير الرئاسة من أي جهة أتى، ولأي طائفة انتمى، هو تلاعب بمصير وطن الأرز الذي يجمعُ كلّ اللبنانيين تحت ظلاله وطناً نهائياً لهم لرسالة العيش الواحد.

ثانياً: التمسك بدعم الجيش اللبناني والقوى العسكرية والأمنية كواجب وطني. فهم الحصن الحصين الذي يحمي حدودنا وأمننا الداخلي واستقرارنا. 

ثالثاً: التمسك بالمطالبة بالحفاظ على أموال المودعين وجنى عمرهم والإسراع في إقرار القوانين اللازمة لضمان حقوقهم. فإن أموال الشعب هي أمانةٌ يجب أن نعمل جميعاً من أجل حمايتها وإعادتها لأصحابها، وإنزال أشد العقوبات بحق المسؤولين عن جريمة العصر من أجل ضمان حقوق المودعين وحمايتهم من أي استغلال.

رابعاً: التمسك باحترام التوزيع الطائفي وحقوق الطوائف في لبنان. فلبنان بلد التعايش والتنوع، وأي تعدٍ على حقوق أي طائفة هو تعدٍ على الوطن بأسره. علينا أن نعمل جميعاً من أجل الحفاظ على هذا التنوع الذي يميز لبنان ويجعله فريداً بين الأمم.

خامساً: التمسك بحقوق البقاعيين عامة والزحليين خاصةً للحصول على الخدمات الأساسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، انجازُ مشروعِ الأوتوستراد العربي ومشروعِ النفق الذي يجب ألاَّ يبقى حبراً على ورق، وصيانةِ الطرقات حفاظاً على أرواح المواطنين. 

سادساً: نطالب بقرار حكومي دائم يُعلَنُ فيه عيد أعياد خميس الجسد الالهي عطلة رسمية شاملة ثابتة في مدينة زحلة نظراً لأهمية هذا العيد الذي يبلغ مئويته الثانية العام القادم 2025 كي يكون عيداً كبيراً يَرقى إلى مستوى المناسبة اليوبيلية التاريخية العظيمة.”

وختم المطران ابراهيم ” في الختام، لا يسعنا إلا أن نشيد بالقيمين على هذه المدينة الذين يعملون بجد وإخلاص من أجل رفعة شأنها، والذين جعلوا بعضاً من “جمهورية زحلة” الحلم حقيقة ملموسة تحسدنا عليها باقي المناطق. 

أشكر لجنة تنظيم خميس الجسد بشخص رئيسها المهندس لويس لحود والأعضاء وكل الذين عاونوهم والشكر للوسائل الإعلامية والأجهزة الإدارية العسكرية والأمنية والبلدية.

بارك الله فيكم جميعاً، وحفظ لبنان وأهله، وجعلنا دائماً ثابتين في خدمة هذا الوطن الغالي.”

العبسي 

البطريرك يوسف العبسي كانت له كلمة اعرب فيها عن سروره بالمشاركة في خميس الجسد ومما قال :

” أيُّهَا الأَبْنَاءُ وَالْبَنَاتُ الْمُؤْمِنُونَ، أَبْنَاءُ وَبَنَاتُ زَحْلَةَ الْمَحْبُوبُونَ جِدًّا.

فَرَحٌ كَبِيرٌ يَغْمُرُنِي فِي هَذَا الصَّبَاحِ، فِي هَذَا النَّهَارِ حَيْثُ نَحْتَفِلُ بِتَكْرِيمٍ عَظِيمٍ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْقَائِمِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ وَالْحَاضِرِ فِي الْقُرْبَانِ الْمُقَدَّسِ. فَرَحٌ كَبِيرٌ يَغْمُرُنِي إِذْ قَدْ أُتِيحَ لِي أَنْ أُشَارِكُكُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُقَدَّسِ الَّذِي تُقِيمُونَ فِيهِ هَذَا الاحْتِفَالَ مُنْذُ مِئَةٍ وَتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ عَامًا مِنْ دُونِ اِنْقِطَاعٍ، مِنْ دُونِ أَنْ يَمْنَعَكُمْ مَانِعٌ  سِيَاسِيًّا كَانَ أَمْ أَمْنِيًّا أَمْ صِحِّيًّا أَمْ اِجْتِمَاعِيًّا. أَجَلْ مُنْذُ الْعَامِ ١٨٢٥ تَحْتَفِلُونَ بِهَذَا الْعِيدِ الْمُقَدَّسِ حَيْثُ حَلَّ فِي ذَلِكَ الْعَامِ بِمَدِينَةِ زَحْلَةَ مَرَضُ الطَّاعُونِ فِي أَيَّامِ السَّعِيدِ الذِّكْرِ الْمَطْرَانِ أَغْنَاطِيُوسَ عَجُّورِي فَدَعَا الزَّحْلِيِّينَ إِلَى النُّزُولِ إِلَى الشَّوَارِعِ وَالطَّوَافِ فِيهَا بِالْقُرْبَانِ طَالِبِينَ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُزِيلَ مِنْهُمُ الْمَرَضَ الْفَتَّاكَ. إِيمَانُ آبَائِكُمْ وَأَجْدَادِكُمْ هَذَا الَّذِي أَظْهَرُوهُ فِي ذَلِكَ الْعَامِ مَا زِلْتُمْ تَحْمِلُونَهُ وَتُعْلِنُونَهُ بِفَخْرٍ وَفَرَحٍ شَاكِرِينَ اللهَ وَالسَّيِّدَةَ الْعَذْرَاءَ وَالِدَتَهُ، سَيِّدَةَ زَحْلَةَ وَالْبِقَاعِ، سَيِّدَةَ النَّجَاةِ، عَلَى عَطَايَاه الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ.”

واضاف ” فيمَا أَنا أَطُوفُ مَعَكُمْ بِالْقُرْبَانِ الْمُقَدَّسِ تُحَوِّطُونَهُ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ وَتَسِيرُونَ مَعَهُ جُمُوعًا غَفِيرَةً مِنْ كُلِّ الأَعْمَارِ وَمِنْ كُلِّ الْفِئَاتِ، بَدَا لِعَيْنَيَّ تِلْكَ الْمَجْمُوعَ الْفَقِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرَافِقُ السَّيِّدَ الْمَسِيحَ وَتُحَوِّطُهُ وَتَسْمَعُ كَلامَهُ وَتُمَجِّدُهُ وَتَنَالُ مِنْهُ شِفَاءَ نُفُوسِهِمْ وَأَجْسَادِهِمْ. أَجَلْ نَحْنُ مِثْلَ تِلْكَ الْجُمُوعِ نَسِيرُ مَعَ يَسُوعَ الْحَاضِرِ فِي الْقُرْبَانِ الْمُقَدَّسِ وَنُصَلِّي إِلَيْهِ وَنُرَنِّمُ لَهُ وَنَطْلُبُ مِنْهُ الشِّفَاءَ مِنَ الأَمْرَاضِ الَّتِي تَنْتَابُنَا مُعْلِنِينَ أَنَّهُ الْمُخَلِّصُ وَالطَّبِيبُ الشّافي وَابْنُ اللهِ الْحَيّ.”

وتابع غبطته ” أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، يَسُوعُ يَسِيرُ مَعَنَا الْيَوْمَ وَهُوَ يَسِيرُ مَعَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. يَسُوعُ يَأْتِي إِلَيْنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ وَيَسْأَلُ عَنْ حَالِنَا وَيَعْرِضُ لَنَا أَنْ يُعْطِيَنَا الْفَرَحَ، وَالسَّلَامَ، وَالأَمَلَ، وَالْقُوَّةَ. الْمُهِمُّ أَنْ نَسْتَقْبِلَهُ نَحْنُ فِي حَيَاتِنَا كَمَا نَفْعَلُ الْيَوْمَ وَأَنْ نَفْتَحَ لَهُ أَبْوَابَ قُلُوبِنَا الَّتِي تُمَثِّلُهَا الصَّمَدَاتُ الْجَمِيلَةُ الَّتِي مَرَرْنَا بِهَا وَتَوَقَّفْنَا عِنْدَهَا. يَسُوعُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ صَدِيقٌ لَنَا وَقَدْ دَعَانَا هُوَ نَفْسُهُ أَصْدِقَاءَ. فَلْنَسِرْ دَوْمًا مَعَ يَسُوعَ وَلْتَكُنْ حَيَاتُنَا وَأَيَّامُنَا كُلُّهَا تَطْوَافًا نُعْلِنُ فِيهِ السَّيِّدَ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُخَلِّصَ الْعَالَمِ كلّهِ، وَالْمُعْطِيَ الْعَالَمَ السَّلَامَ وَالْفَرَحَ وَالأُخُوَّةَ وَالرَّاحَةَ وَالرَّجَاءَ الدَّائِمَ بِمُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ وَحَيَاةٍ وَافِرَةٍ.”

وقال ” إِنَّ الإِخْوَةَ السَّادَةَ الْمَطَارِنَةَ رُعَاةَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ الْمَحْبُوبَةِ وَالْمَحْرُوسَةِ مِنَ الْكَنَائِسِ هُمْ أَيْضًا الْيَوْمَ حَوْلَ يَسُوعَ مِثْلَ الرُّسُلِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَيَحْمِلُونَ إِلَيْنَا وَدِيعَةَ الإِيمَانِ الَّتِي تَسَلَّمُوهَا مِنَ الرُّسُلِ أَنْفُسِهِمْ وَبِكُلِّ أَمَانَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَغَيْرَةٍ، فَالشُّكْرُ لَهُمْ عَلَى مُشَارَكَتِهِمْ وَعَلَى الْمَثَلِ الصَّالِحِ الَّذِي يُقَدِّمُونَهُ لِأَبْنَائِهِمْ الْيَوْمَ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ. وَمَعَ السَّادَةِ الْمَطَارِنَةِ الأَبْنَاءُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يخْدِمُونَ مَعَهُمْ. كَمْ نَحْنُ فِي حَاجَةٍ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ إِلَى قَادَةٍ وَمَسْؤُولِينَ نَسِيرُ مَعَهُمْ وَنَلْتَفُّ حَوْلَهُمْ مِنْ أَجْلِ بِنَاءِ بَلَدِنَا لُبْنَانَ يَقُودُونَ شَعْبَهُمْ إِلَى بَرِّ الأَمَانِ، وَالسَّلَامِ، وَالازْدِهَارِ، وَالاسْتِقْرَارِ. نُصَلِّي الْيَوْمَ بِنَوْعٍ خَاصٍّ عَلَى هَذِهِ النِّيَّةِ.”

واردف” تَعْلَمُونَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ أَنَّ فِي زَحْلَةَ (٥٢) اِثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ كَنِيسَةً يَعْنِي أَنَّ فِي زَحْلَةَ اِثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ عَمُودًا لِلإِيمَانِ. قَاعِدَةٌ يَقُومُ عَلَيْهَا إِيمَانُ الزَّحْلِيِّينَ فَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُزَحْزِحَ إِيمَانَهُمْ وَأَيُّ شَيْءٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْعَلَهُمْ يَنْجَرُّونَ إِلَى أُمُورٍ تُضْعِفُ إِيمَانَهُمْ؟ لَا شَيْءَ كَمَا يَقُولُ الْقِدِّيسُ بُولُسُ. أَنْتُمْ ثَابِتُونَ فِي إِيمَانِكُمْ وَفَخُورُونَ بِهِ وَسَعِيدُونَ بِهِ. فَابْقَوْا هَكَذَا. وَالسَّيِّدَةُ الْعَذْرَاءُ الَّتِي تُطِلُّ عَلَيْنَا مِنْ أَعْلَى مَدِينَتِنَا تَقُولُ لَنَا هُوذَا ابْنِي مَعَكُمْ فَاسْمَعُوا مَا يَقُولُهُ لَكُمْ.”

وعن سنة اليوبيل قال البطريرك العبسي ” أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِي الْعَامِ الْقَادِمِ ٢٠٢٥ تَحْتَفِلُونَ بِالْمِئَوِيَّةِ الثَّانِيَةِ لِبَدْءِ التَّطْوَافِ الَّذِي تَحْتَفِلُونَ بِهِ الْيَوْمَ. سَوْفَ تَكُونُ تِلْكَ الْمِئَوِيَّةُ بِلَا شَكٍّ وَقْتَ عَمَلٍ لِلرَّبِّ، وَقْتَ عَمَلِ النِّعْمَةِ، وَقْتَ الْقَدَاسَةِ، فَلْنَتَهَيَّأْ لِذَلِكَ الْحَدَثِ الْكَبِيرِ الْمُقَدَّسِ بِالصَّلَاةِ وَالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالرُّجُوعِ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ وَمُضَاعَفَةِ أَعْمَالِ الْمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالتَّعَمُّقِ وَالتَّأَمُّلِ فِي إِيمَانِنَا حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَتَجَدَّدَ وَنُجَدِّدَ مَعَنَا كُلَّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِنَا.”

وختم ” أَشْكُرُ سِيَادَةَ الأَخِ الْمَحْبُوبِ الْمَطْرَانِ إِبْرَاهِيمَ رَاعِي الأَبْرَشِيَّةِ عَلَى أَنَّهُ دَعَانِي إِلَى الْمُشَارَكَةِ فِي هَذَا الْعِيدِ الْمُقَدَّسِ، دَاعِيًا لَهُ بِالْعُمْرِ الطَّوِيلِ وَالصِّحَّةِ التَّامَّةِ، بِحُضُورِ الرَّبِّ يَسُوعَ الدَّائِمِ مَعَنَا، وَأَشْكُرُكُمْ جَمِيعًا عَلَى الْمُشَارَكَةِ فِي تَكْرِيمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَتَمْجِيدِهِ.

وَلْيُبَارِكْكُمُ اللهُ الآبُ وَالابْنُ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. بِشَفَاعَةِ أُمِّنَا الْكَامِلَةِ الطَّهَارَةِ الدَّائِمَةِ الْبَتُولِيَّةِ مَرْيَمَ سَيِّدَةِ الْبقَاعِ وَسَيِّدَةِ زَحْلَةَ. آمين.” 

وبعد انتهاء الكلمات امام السراي الحكومي صعد البطريرك العبسي والسادة الأساقفة الى سيارة اعدت خصيصاً للمناسبة تحمل شعاع القربان الكبير ويحيط بها اربع كهنة يحملون شعاعات القربان المقدس ويباركون الصمدات والمؤمنين ،وانطلق موكب الجسد الموحد على بولفار زحلة, شارك فيه طلاب المدارس والجمعيات الكشفية وحركات الشبيبة والفرق الموسيقية وحملة الأعلام, وسط عبق البخور ونثر الورود والأرز واطلاق الحمام, وصولاً الى مدخل وادي زحلة, فدير مار الياس الطوق, الكلية الشرقية وحارة الراسية وصولا الى كاتدرائية سيدة النجاة, حيث عزفت موسيقى الكشاف وادت الفرقة الكشفية التحية, وأعطى المطران ابراهيم البركة للمؤمنين

واقيم قداس ختامي  للتطواف في كاتدرائية سيدة النجاة. .