منوعات

سيادة المطران عطا الله حنا لوفد الرعية الأرثوذكسية من قرى الجليل الأعلى : نتمنى ألا تتكرر مشاهد الحرب في الشمال بل ما نريده هو أن تتوقف الحرب في غزة .

سيادة المطران عطا الله حنا لوفد الرعية الأرثوذكسية من قرى الجليل الأعلى : نتمنى ألا تتكرر مشاهد الحرب في الشمال بل ما نريده هو أن تتوقف الحرب في غزة .

إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين

استقبل سيادة المطران عطا الله حنا وفدأ من الرعية الأرثوذكسية من قرى “الجليل الأعلى” والذين يقومون بزيارة للأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم .

وقد استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة مؤكداً بأن زيارات من هذا النوع إنما هي عودة إلى جذور الإيمان والقدس لها مكانة مركزية في إيماننا وتاريخنا وأصالة وجودنا في هذه البقعة المباركة من العالم .

وقال سيادة المطران عطاالله حنا:

تعيشون حالة خوف وقلق من حرب قد تندلع في أي وقت ونحن نتمى بألا يحدث ذلك، فنحن لا نريد مزيداً من الحروب والآلام والأحزان ومن يدفعون فاتورة الحروب إنما هم المدنيون كما يحدث حالياً في غزة ، كما أنكم تعيشون حالة القلق والخوف من مظاهر العنف المستشرية والتي أدت الى مقتل شباب من مختلف المدن والقرى في الشمال وإحداث العنف هذه أدخلت الألم والحزن إلى القلوب كما أنها جعلت الكثيرين يشعرون بالخوف من مستقبل مجهول في ظل هذه الجرائم المروعة لا بل والأخطر من ذلك أن هنالك عائلات بأكملها بدأت تفكر بشكل جدي بالهجرة من منطقة الجليل إلى الخارج خوفاً من هذه المظاهر المأساوية والجرائم المروعة .

إننا ندعوكم للثبات والصمود في أرضكم وفي مدنكم و قراكم ولكن يجب أيضاً أن تكونوا على قدر كبير من الحكمة والوعي خاصة أننا نعيش في وضع اختلطت فيه الأوراق وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تبث سمومها من قبل أشخاص مأجورين .

لست من أولئك المعارضين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي يمكن استغلالها بشكل إيجابي من أجل نشر قيم المحبة والأخوة والسلام .

ولكن هنالك من يستغلونها من أجل التحريض وإثارة الفتن والكراهية والمس بالسلم الأهلي ومن أجل تسميم عقول أبناءنا خاصة في ظل هذه الأوضاع الأمنية الخطيرة السائدة .

نحن في زمن نحتاج فيه إلى الحكمة والوعي في مواجهة هذه التيارات وفي مواجهة أولئك الذين يريدون تجهيلنا وجعلنا أن نكون غارقين في ثقافات غريبة عن قيمنا الإنسانية والروحية والوطنية .

نتمنى الا تتسع رقعة الحرب وتنتقل الى الشمال لا بل ما نريده هو ان تنتهي الحرب في غزة فنحن لا نريد مزيدا من الحروب والآلام والأحزان والمعاناة فكفانا ما حل بنا وكلنا نعيش في حالة ألم وحزن على هذا الواقع الذي نعيشه في هذه الأيام .

ما تحتاجه هذه الديار إنما هو السلام والسلام يصنعه الحكماء وليس الجهلة المتعصبين الكارهين للآخر واليوم ويا للأسف من يحكمون في إسرائيل عقليتهم هي عنصرية معادية للفلسطينيين وهم لا يريدون حلاً للقضية الفلسطينية ويدعون زوراً وبهتاناً بأن الفلسطينيين لا يستحقون أن تكون لهم دولة .

من ينكر حق الآخر في الوجود ومن يتصرف بعنصرية ومن يسعى لبسط سطوته وهيمنته وسياساته بالقوة العسكرية هذا لا يريد السلام بل يريد تكريس ثقافة البغضاء والكراهية وانعدام الاستقرار .

نحن ككنيسة منحازون دوماً للسلام ونرفض ثقافة الحروب والعنف والقتل ولكن السلام الذي نتحدث عنه هو سلام العدالة وتحقيق الحرية لشعبنا الفلسطيني الذي يحق له ان ينعم بالاستقرار والسلام مثل باقي شعوب العالم .

أمام القبر المقدس نصلي معاً وسوياً من أجل ألا تتكرر مشاهد الموت والدمار بحرب جديدة في الشمال بل ما نريده هو أن تتوقف الحرب في غزة والتي أدت الى هذا الكم الهائل من الآلام والأحزان والمعاناة.