أخبار دولية

حوار مع الدكتور محمد محمود اسماعيل العربى يناقش فكرة العقد الاجتماعى و مسارات جديدة لنهر النيل تصب بسيناء

كتب زيدان القنائى

في حوار مع المفكر إلأجتماعى محمد العربي أكد أن العقد الاجتماعي الذي توصل إلايه بعد أبحاث ، ودراسات مستقاة من حقل التجارب هو الطريق الأمثل للخلاص من المشاكل التي تعانى منها المجتمعات المختلفة أو المتقدمة على السواء حيث يقدم الحلول لجميع المشاكل دون أية أثار جانبية مثلما ينتج عن الحركات الثورية ، والفوضوية ،وأضاف بأنه لا يترتب عليه أحقاد دفينة ، ويختلف عن النظريات الفلسفية ، وما توصل إليه أصحاب رسائل الدكتوراه الذين يتحلون بالدال نقطة دون نجاح عند التطبيق العملي في واقع الحياة ، وأن بيت مال الشعب المقترح بالعقد الأجتماعى الذي توصل إليه يعنى دخول جميع إيرادات الدولة المراد تطبيق العقد بها إلي بيت المال بمسمياته ثم يتم السحب منه وفق حسابات لإحكام الرقابة على المال العام ، وحشد الجهود نحو خط التقدم العمراني ، والتوسع الافقى ، والزحف نحو الصحارى مشيرا ً إلى ضرورة إفراز الكوادر ، وصقل العقول ، وإعادة النظر في ثقافة هذا العمل .

ــ ما الآلية التي ستقوم عليها فكرة العقد ؟!

ــ أن يدعم المجتمع فكرة الحرفيين الحاصلين على المؤهلات العليا حيث سيكون لهم دور متصاعد على مستوى النقابات المتخصصة ، والنمو السكاني ميزة إيجابية يمكن توظيفها لصالح الفرد ، والمجتمع من خلال خط التقدم العمراني وإقامة سدود الطاقة ، وتهذيب نهر النيل بخلق مسارات جديدة له تصب في سيناء ، والمناطق الجديدة دون الحاجة إلى محطات رفع المياه خاصة بالصحراء الغربية الصالحة للزراعة .

ــ ولكن ما رأيك فيما تقدمه مكاتب التخطيط الأجنبية من حلول ؟!

ــ هي تقدم في الغالب الأعم – دراسات جدوى لمشروعات لا تتم ، وأن المعونات الخارجية تخدم في المقام الأول الدول المانحة حيث يذهب جزء كبير منها للخبراء والفنيين مع هذه الدول ، كما يحدث في مشاريع الصرف الصحي وغيرها .. ولكن آلام الوطن لا يشعر بها سوى أبناءه ، وآمال الوطن لن يحققها إلا مواطنوه ، وعلى الجميع أن يدرك مسئولياته ، وأن خط التقدم العمراني ليس كلاما ً على عواهنه أو يوتوبيا أفلاطونية بل هو صالح للتطبيق بأسوأ المجتمعات تفسخا ً وانحلالا ً ، فإذا أخذنا في ألاعتبار تفوق الإنسان المصري إذا أتيحت له الفرصة بالخارج أو الداخل .. والأسماء المرموقة كثيرة ، فهناك عامل الترسانة البحرية ببورسعيد الذي توصل في عهد (( السادات )) إلي تصنيع قطع غيار توربينات السد العالي التالفة بعد تعذر استيرادها من الاتحاد السوفييتي أثر طرد الخبراء الروس ، ورؤية القيادة بأن 99% من أوراق الصراع بالمنطقة في أيدي الأمريكان ، وكرمت القيادة وقتها هذا العامل العبقري المتواضع بعد أن حاول رؤساؤه المهندسون أن ينسبوا الفضل لأنفسهم على خلاف الحقيقة ثم أكتشف أمرهم !

ــ الا تحتاج فكرة العقد الأجتماعى التي ابتدعتها إلى إضافات المتخصصين ؟!

ــ أرى انه يجب أن يخرج بصورته الفطرية قبل أن يطرأ عليه العبث التعقلى من جانب بعض أصحاب المصالح ، فالأمر برمته يتطلب تأهيل البشر حتى يمكن اللحاق بركب التقدم ، مؤكدا ً أن خط التقدم العمراني لابد أن يصل حتما إلى عاصمة جديدة تقف جنبا ً إلي جنب مع جامعة المهن المصرية التي تهتم بشأن العامل وتضمن تأميناته وتستقطع منه الضرائب مع الأخذ في الاعتبار التدرج من النقابات العاملة إلى النقابات العامة وأسبقية المعلم على المعلم فضلا ً عن المكانة التي ينبغي أن يتمتع بها أصحاب المواهب الذين يحققون معدلات إنجاز فائقة عند تحرير التعاقدات بين الأعمال ، والعمال .

ــ كلمنا عن تاريخك الذي اهلك لإنتاج هذا العقد الشامل الكامل ؟

ــ قدر الموهوب قدر محتوم قل إن شئت أمرا مفعولا يتفاعل فيه بمراد الوهاب رغما عن انفه وكل أنوف منافسيه الحمقى الذين يظنون أن المواهب قد تأتي من باب الاجتهاد نهاية السبعينيات وقفت في مواجهة شطط الجماعات الإسلامية وفض الإدماج بين الناصريين ، والشيوعيين عند بدْ تجربة المنابر ببورسعيد في حضور خالد محيى الدين وكمال الدين رفعت وأنصار التيارين ومنهم كثيرون على قيد الحياة ، ولكن شعب مصر متدين بطبعه ، وليس متحزبا ً ، وهذا ما يؤكده التاريخ على امتداده فهو شعب انصهر في بوتقة وطنه كل أصحاب الديانات ، والجنسيات دون مشاكل ، فالعبودية الحقة لله تصل بالإنسان إلى منزلة العبد الرباني ، وأن اإسلام دين التسامح لم ينتشر بحد السيف كما يزعم بعض المستشرقين من ضيقي الافق وأن استخدام القوة كان لرد العدوان فقط ونصوص القرآن واضحة في هذا الصدد وفكرتى قائمة على حديث النبى صلى الله عليه وسلم  ” أعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ” فمن شاء ذلك سرعة دوران رأس المال ، وتنشيط الأسواق ، والارتقاء بالمستوى الأقتصادى بأنه آن الأوان أن تنحصر الأنانية ، والفردية وحب الأضواء لتغيير الواقع المرير والارتقاء بالإنسان في أم الحضارات ، وتكريس القيم النبيلة بعيدا ً عن السخرية من أنفسنا على أنفسنا ، ودعاوى الضعف ، وقلة الحيلة والهوان !! وأخيرا تشجيع الشباب الذي يتمكن من الحصول فرص عمل بالخارج دون فرض أية رسوم عليه فليكفيه أنه حصل على فرصة عمل ليتيح للحكومة أن توفر فرصة عمل لشاب آخر ، مع الأخذ في الاعتبار الضرب بيد من حديد على السماسرة وباعة الأوهام الذين يوردون الشباب موارد التهلكة في بطون البحار سعيا ً خلف سراب الحياة الوارفة بالمجتمعات المتقدمة .

ــ لكن هناك خبراء الإجتماع  الذين قد يهاجمونك ؟

ــ أتسأل بشأنهم .. أين المنتشون على دركات التعليم الأدنى بمدرجات الجامعات ؟! وأين ما يزعمون أنهم جهابذة ، وفلاسفة ، ومنظرون ؟! أين هؤلاء المتاجرون بطلاب علمهم يبيعونهم تعلما ً موروثا ً عفي عليه الزمن لم يجد في زمانه علما ، ولم يسدي عملا ً فكيف بزماننا ؟! أين رجالات التعليم حاملي لواءات من يطلق عليهم سدنة الأنثروبولوجى ، وعلم الإجتماع ؟! أين علماء العلم المنقوص الموقوف على خدمة المحتكرين ، والمحتكمين لقوانين الشطط التى يخطها حملة المباخر ؟! أين المقننون بتقنيناتهم ؟! وأين المقررون بقراراتهم ؟! وأين المسيسون لحسابهم ؟! وأين من يجعلون انفسهم أوصياء على المعتقدات ، والعقائد ؟! أين ممزقو استار العقيدة وفق اهوائهم ؟! أين من نصبوا من انفسهم سلاطين على الابداع ، زاعمين انهم وحدهم  اصحاب الحق ، وما عداهم على الباطل ؟! وإذا قيل عن شموليتى في البحوث مغرور فإن هذا القول لا يصدر إلا عن مغمور !! فمن ذا الذي يستطيع من القادة المركزيين ، واللامركزيين أن يقوم  بمهام عمله دونما الاستعانة بذوى الرأى ، والخبرات من أبناء الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *