منوعات

في يوم تأسيسها السادس والخمسين بعد المئة: الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بالتعليم الليبرالي والسلام والأمل

احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت بالذكرى السنوية السادسة والخمسين بعد المئة لتأسيسها في الثالث من كانون الأول 1866  وحضر الاحتفال هذا العام عمدة مدينة بافوس في قبرص السيد فيدوناس فيدونوس. وهو ألقى الخطاب الرئيسي في الاحتفال الذي اقيم في قاعة الاسمبلي هول. وضم الحضور الطلاب والموظفين والعمداء والإدارة العليا وشمل موكب الأساتذة التقليدي بردائهم الأكاديمي، ومنح جوائز الفائزين في مسابقة مقالات الطلاب ليوم الآباء المؤسسين، وعروضاً موسيقية.

 

رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري قال في كلمته الافتتاحية، “شيء واحد كان صحيحاً في العام 1866  ولا يزال صحيحاً اليوم وهو أن الأعمال الخيرية تظل عنصراً مهماً في تأثيرنا واستدامتنا: من المانحين الأصليين الذين جعلوا إطلاق هذه الجامعة حقيقة، إلى آلاف الأسخياء الذين يدعموننا اليوم، من حملات جمع التبرعات الناجحة بشكل كبير إلى الهدايا الافرادية والمنح والتقديمات من مؤسساتنا الشريكة والداعمة وعبر العديد من الأمثلة الملهمة للتعاطف والانسانية.” وأردف خوري أن تاريخ الجامعة الطويل من الدعم الخيري يُحتفل به من خلال تنظيم “يوم العطاء” في يوم المؤسسين حيث يتسنّى لأسرة الجامعة بأكملها من الخريجين والأصدقاء في جميع أنحاء العالم أن تُظهر دعمها لهذه المؤسسة ولمهمتها المستمرة للخدمة.

 

وتابع خوري مشدداً على شعور الجامعة بالمسؤولية والهدف، فتحدث عن تأسيس حرم توأم جديد للجامعة في بافوس في  قبرص يحمل اسم الجامعة الأميركية في بيروت – مديتيرانيو، كما تحدّث عن دور الجامعة في تحول التعليم العالي واستمرارها في خدمة المنطقة.

 

وفي مسابقة المقالات لهذا العام، كلّف الطلاب بدراسة واختيار صفات الجامعة التي اعتبروها الأكثر أهمية والتي ينبغي الحفاظ عليها من أجل ضمان الاستدامة والتأثير والنفوذ التحويلي للجامعة. وقدّم خوري الجوائز لثلاثة فائزين. وقد حل في المركز الأول فادي صلاح الدين، وهو طالب من برنامج منح “ميبي” لقادة الغد، من سوريا، ويدرس علم النفس وإدارة الأعمال. وفي مقالته بعنوان “حيث تزدهر العقول الحرة،”، كتب صلاح الدين عن تجربته الشخصية وتحوله ورحلته الجامعية وهو يتنقل في تجربته في الحصول على تعليم فنون ليبرالي شامل وجذاب في الجامعة الأميركية في بيروت.

 

وكتب صلاح الدين، “لقد كانت الجامعة الأميركية في بيروت قوة تغيير وتحرير وقد خدَمَت واستمرت في خدمة شعوب المنطقة.” وتابع، “الآن أصبحت المسؤولية أكبر لتشمل أفراد المجتمع المختلفين، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون تحمل كلفة الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت، لرعاية الحرية وزراعة بذور المسؤولية المدنية.”

 

جائزة المركز الثاني كانت لرودي زلزل، الطالب في علم الأحياء في سنته الأخيرة قبل دراسة الطب. وهو كتب مقالاً بعنوان “كلمات تؤخذ بحذافيرها: لتكن لهم حياة وتكون حياة أفضل.” وفي مقالته، ربط رودي بين اللون الأحمر المسمّى “أحمر بيريتوس” في الشعار البصري الجديد للجامعة وتربة أرض جده في البقاع و خدمات الجامعة للنظام البيئي، ونجاحاتها في وجه تسلسل الأزمات، والتمكين الذي تقدمه لجميع أشكال الحياة.

 

الفائز بجائزة المركز الثالث كان حسين موسى، وهو طالب في الاقتصاد والرياضيات التطبيقية وكان للعام الثاني على التوالي من بين أفضل ثلاثة فائزين في هذه المسابقة. وحمل مقال حسين لهذا العام العنوان “الجامعة الأميركية في بيروت ارتقاءً…” وألقى الضوء على فرص التعايش والاشتمالية والتنوّع التي توفّرها الجامعة والطرق التي ترتقي فيها هذه المؤسّسة فوق القيود لتمكين الفرد من بلوغ إمكاناته الكاملة والوصول إلى التعليم الليبرالي الحقيقي.

 

وبعد فاصل موسيقي أدّاه طالب الطب في الجامعة خليل شاهين، عرّف خوري بالعمدة فيدونوس الذي ألقى الخطاب الرئيسي للاحتفال. وكان الخطاب بعنوان “التعليم ركيزة للسلام والازدهار: أفضل أمل في شرق المتوسط.”

 

وقال فيدونوس، “هنا والآن، بشغف والتزام، يجب أن نشجـّع التعليم الجامعي في أرجاء المنطقة ونوفّر الفرصة لتحقيق الانجازات الرفيعة، ونفتح الباب للجميع.” وتابع، “إذا تمكنا من زيادة الوصول إلى الجامعات في منطقتنا بنسبة خمسة عشرة بالمئة في السنوات المقبلة وتعزيز التميز من خلال التعليم الرفيع المستوى في سلسلة إنتاج الابتكار وريادة الأعمال، فإننا سنكون بالفعل في صدد ترسيخ أسس قوية من السلام والازدهار.”

 

وأضاف، “مساهمتكم الكبيرة في تحقيق رؤية مشتركة سوف تحمل الثمرة التي ستنشر بذور السلام والازدهار في شرق البحر المتوسط. نحن بحاجة للسلام والازدهار الآن أكثر من أي وقت مضى. وفي الاحتفال بهذا الإنجاز الرائع، أشارككم بهذا الايمان. ومن خلال توحيد جهودنا، ومن خلال التشارك بمعارفنا وقدراتنا، فإننا نمهّد الطريق إلى ازدهار طويل الأمد. أتمنّى لكم السلام والتقدم. وكل التوفيق للجامعة الأميركية في بيروت في القرن ونصف القرن القادمين.”

 

واختتم الاحتفال بنشيد الجامعة وبعزف على الساكسفون في ساحة الجامعة احتفاءً بالخدمة والعطاء.